لم يكد يجف حبر البيان الذي حمل قرارات جريئة وغير مسبوقة ضد المصالح الفرنسية في مالي، حتى قرر المجلس العسكري الحاكم طرد السفير الفرنسي في باماكو وإمهاله 72 ساعة لمغادرة البلاد، ويتوج القرار مرحلة من العداء العلني بين سلطات باماكو وفرنسا، ويتهم المجلس العسكري الحاكم في مالي فرنسا بالضغط على المنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لفرض حصار شامل على مالي على خلفية عدم تحديد فترة زمنية "معقولة" لتسليم السلطة للمدنيين.
ومن غير المعروف كيف ستتصرف باريس لترد على جرح كبريائها وإهانتها في بلد ظلت حتى عهد قريب تتحكم فيه، وبات يقترب أكثر من روسيا، تحت حُكم ضابط شاب بنَفس وطني يقول إنه ينتصر لمصالح بلده ضد هيمنة فرنسا التي تعرضت مصالحها في هذا البلد للتضييق من قبل السلطات المالية.