كلمة في حق العقيد المتقاعد عمر ولد ابيبكر (حق الرد)

طالعنا في بعض المواقع الالكترونية مقال منسوب للعقيد المتقاعد في الحرس الوطني عمر ولد ابيبكر ،مما أثار استغرابنا مع العديد من التساؤلات،حول فحوي و مضمون هذا المقال الذي يكيل اللوم و الشتائم علي رموز المقاومة الوطنية في معركة تاريخية هي معركة ام التونسي،خاصة أن التوقيع من طرف ضابط سامي في الجيش،من المفترض تحليه بالضوابط الوطنية للخدمة العسكرية ،مع تفانيه في التسليم لمبادئ الجمهورية مع الذود عن المقدسات الوطنية ،بدل الانحطاط في أسفل القاع،لإثارة النعرة القبلية و الجهوية،التي لا تخدمه،باعتباره نكرة إذا أصطاد في المياه العكرة،مما يجعله مؤهلا لدفع ثمن ما أقدم عليه،بأضعاف حساباته الخاصة.

الرجل المتهور تدفعه الأقدار الي الكتابة عن التاريخ  الوطني ،بدون موضوعية،مع انني و انا العارف به لا يكتب و لا يقرأ ؟ لينحرف بكل إرادة لصب كيله علي ابطال المقاومة في معركة ام التونسي،مقابل الدفاع عن القوي الاستعمارية و مجنديها  من محيطه الاجتماعي،متنكرا للتاريخ الوطني ،لا سيما  و انه الضابط المطالب خلقا و قانونا بعدم البت المطلق في مثل هذا النوع من المسرحيات المكشوفة الأدوار و السيئة الإخراج.

الرجل يسمح لنفسه ان يتحدى مجتمعا بأسره،بقيمه و عاداته و مسلكياته المتنوعة،ليضرب بحجر هش رموز الدولة ،متجاوزا كافة الخطوط الحمراء من مقدسات ،هو المطلوب الأول بحمايتها،بدل زرع التفرقة و الفتنة ،التي اذا حدثت كان هو المتضرر الأول نظرا لضعف حيلته و عدمية وسيلته.

لنا ان نتساءل عن الدوافع و الخلفيات التي رمت بالعقيد،الي الارتماء في أحضان البؤس و الشقاء و السقوط الحر في مثل هذه الأدوار الحقيرة،المتناقضة مع قامة عقيد مثله في مثل هذه الظروف بالذات،خاصة ان المعني قد استفاد من حقه في التقاعد،أم أن الحاجة تبرر الوسيلة،نظرا لعدم حصول المعني علي رتبة كانت مخيلته الضيقة،و أحلامه الفارغة تؤنسه بها ،ليرمي بثقله الحاقد و الحاسد علي مكونات اجتماعية عربية أصيلة،لعبت أدوار طلائعية في تاريخ هذا المجتمع ستبقي مضيئة ناصعة ،رغم أنف كل الحاقدين من عابري السبيل الذين يفتقدون مقومات البقاء،إذا نبشت القبور و دققت فواصل التاريخ الذي لا يرحم.

كيف بك أن تتطاول علي قبيلة أولاد أدليم،تلك العشيرة الضاربة في أعماق التاريخ ،تمتد من الخليج الي المحيط،لها امتداد طبيعي في خمس ولايات من الوطن،من الحوض الشرقي حتى أنواذيبو شمالا،مع خريطة ناصعة من البطولات و الأمجاد التي بقيت حية شاهدة علي العطاء،منذ معركة بورتانديك قرب أجريدة حاليا ضد البرتغاليين سنة 1733م مرورا بعدة ملاحم بطولية كان آخرها لبيرات ،الدواس ، أم التونسي الخالدة التي أذاقت المستعمر درسا بطوليا في الخسائر المادية و البشرية كان اهمها مقتل ابن الرئيس الفرنسي آنذاك باتريس د ماكماهون ،حرك أدبش ، معركة نواذيبو،هم آخر من وضع سلاح المقاومة سنة  1934م حين كان البعض يرعى البقر،بعيدا عن التضحية و الجهاد.

كيف بك ان تتطاول علي اولاد اللب و اولاد بسبع،تلك القلعة الشامخة من ابناء هذا الوطن الذين سطروا بأحرف من ذهب تاريخا حافلا بالبطولات و الأمجاد،منذ معركة لكويشيش،اكجوجت،النيملان،آدرار و راص أدرك في  تكانت،مرورا بتاكلالت،أمساكه،سهوت الماء.هل لك ان تشفع لك المعطيات و البينات مع القرائح لتتوب و تكفر عن ذنبك الذي وقعت فيه ضالا او مضللا؟

أخي الكريم الغوص في أبجديات التاريخ تتطلب صبر للأغوار مع البينة و الحذر التام،تفاديا للانزلاق نحو المجهول،كما حدث لك من دون بينة،لتجد نفسك مذنب أمام التاريخ و العباد،مع مسؤولية جنائية،لم تكن لتقع فيها لولا مكانتك العسكرية و رتبتك الطموح إليها من غير ميعاد؟

انت اليوم مطالب بمحاكمة عادلة أمام الرأي العام الوطني علي ذنبك،خاصة ان ضرب المقدسات لا يعذر بجهله بمن هو في مكانتك التي تدعي،إن كانت الأقدار تملي معطيات تؤكد ذالك ؟ المعالم الوطنية تحمل مسميات خالدة ،جامعة و شاملة،مثلها بالذات ما أقدم عليه النظام الحالي في تسمية المطار الدولي الجديد بمطار أم التونسي،نظرا لحجم و مكانة ظرفي الزمان و المكان،الشيء الذي يعطي الانطباع بصحة و سلامة و حكمة النهج ،الذي يطوي صفحة من الظلم عانت منها حقبة المقاومة الوطنية،التي ظلت في مهملات التاريخ،لولا شجاعة القيادة الرشيدة و النظرة المتبصرة التي شيدت موريتانيا علي التقويم الصحيح القابل للبقاء.

بقلم عابدين ولد محمد عبدا لله ولد عابدين

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT