تعتبر الأخطاء المهنية أمرا واردا، لكن بعض تلك الأطاء يرقى إلى حد " الخطيئة" والذنب الذي لا يغتفر، خاصة إذا تكرر أكثر من مرة، فخلال أقل من شهر واحدشهدت إذاعة موريتانيا خطأين جسيمين، كل واحد منهما كان كافيا لإقالة مديرها العام، وربما مساءلته،ومحاكمته، الأول تمثل في إذاعة بيان " مزور" أو منتهي الصلاحية، على أنه بيان صادر عن مجلس الوزراء في نفس اليوم، وتحولت الإذاعة حينها من وسيلة إعلامية رسمية لإذاعة قرارات، وبيانات، وسياسات النظام، إلى وسيلة للتحريف، والتضليل، وبث الفزع، والإرباك في نفوس المواطنين في جميع أنحاء الوطن.
الخطأ الثاني خلال نفس الشهر، لا يقل خطورة، وإن كان أقل تأثيرا، وانتشارا، وتمثل في نشر صورة الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع مع عنصر يتعلق برئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، وزاد من الإحراج تزامن هذا الخطأ - تقريبا- مع ذكرى 12/12 تاريخ وصول ولد الطايع للحكم، وإذا كان من الممكن تصحيح هذا الخطأ، بوضع الصورة الصحيحة، بل وإنكار حصوله أصلا، إلا أن بعض المواقع الإلكترونية سارعت إلى تصوير واجهة صفحة موقع الإذاعة، أثناء وجود صورة ولد الطايع، قبل التصحيح.
هذا إذا تجاوزنا قصة تحويل حديث نبوي، إلى آية من القرآن الكريم، ويطرح تكرار مثل هذه الأخطاء واحدا من احتمالين، الأول: وجود اختراق لطاقم الإذاعة، وهو أمر بالغ الخطورة، لأنه يؤكد أن أي جهة بإمكانها أن تمرر من خلال الإذاعة الرسمية ما تريد، حتى لو كان ذلك "البيان رقم1" الاحتمال الثاني وجود إهمال كبير داخل هذه المؤسسة الحيوية، وهو إهمال قد يلحق الضرر بالنظام، قبل أن يلحقه بمكانة الإذاعة، وسمعتها، فأي تبعات ستكون لمثل هذه الأخطاء، ولماذا يحاول المدير محمد الشيخ ولد سيد محمد دائما إنكار هذه الأخطاء، بدل تحمل مسؤوليتها ؟.