شهد حفل افتتاح السنة القضائية الجديدة اليوم الإثنين بقصر العدل في انواكشوط، شهد العديد من اللقطات المثيرة، والمواقف المحرجة، رصدها موفد (الوسط) في تقرير عن كواليس الحدث، نجملها فيما يلي:
حرارة المكان..
رغم ما تم إنفاقه من أموال باهضة من أجل تحسين ظروف القضاء، إلا أن القاعة الأهم في قصر العدل لا تتوفر على مكيفات، ولا حتى على تهوية كافية، مما حول العشرات من ضيوف الحفل اليوم إلى "سجناء" بلا جرم اقترفوه، وزراء، وجنرالات، ومنتخبون، وقضاة، ومحامون شوهدوا وهم يتصببون عرقا، ويتململون داخل مقاعدهم، والضجر باد على وجوههم، ومنهم من لجأ لطرق بدائية لمقاومة الحر الشديد، مثل تحريك أوراق بيده مقابل وجهه لتوليد تيار من الرياح يساهم في امتصاصا العرق المتدفق.
وزراء تائهون..
لم تكن المقاعد – على ما يبدو- مؤشرة بما يكفي، فقد ظل بعض الوزراء يجوبون القاعة طولا، وعرضا، بحثا عن أماكنهم الصحيحة، تفاديا للإحراج، وقد كانت مهمة العثور على المقعد الصحيح شاقة بالنسبة للوزراء، في ظل انعدام أدلاء يرشدونهم.
إبعاد المايكروفونات..
قبل لحظات من دخول رئيس الجمهورية القاعة، دخل أحد مرافقيه الأمنيين، وجلس على مقعد الرئيس، لثوان، ثم أصدر أوامره للصحفيين بنزع مايكروفوناتهم التي كانت مثبتة أمام مقعد الرئيس لتسجيل خطابه، وتم وضع المايكروفونات على الأرض حتى نهاية الحفل، ولم يكن هذا الإجراء مفهوما للصحفيين، وإن برره بعضهم بدواع أمنية.
خطأ فني أحرج الوزير، وحير الرئيس..
مع بداية كلمة أول المتحدثين على جدول الأعمال، وهو الأمين العام لنقابة كتاب الضبط الأستاذ محمد ولد عالي، انقطع الصوت فجأة، وحاول الفنيون التغلب على الخلل دون جدوى، مما اضطر المتحدث إلى مواصلة كلمته دون مكبر صوت، وتعالت الأصوات في القاعة .. الصوت، الصوت، الصوت، قبل أن يعود مكبر الصوت فجأة، محدثا صوتا كبيرا، مزعجا هز القاعة، واستغرب البعض عجز المنظمين عن مجرد ضبط الصوت، وهي مهمة لا تعجز منظمي حفلات الزواج التقليدية.
قائد عسكري بزي مدني..
خلال الحفل لوحظ مستوى الانسجام الكبير بين الفريق محمد ولد مكت مدير الأمن الوطني، واللواء مسقارو ولد اقويزي قائد أركان الحرس الوطني، وشوهد الرجلان وهما يتبادلان الأحاديث الودية، لكن رغم الحميمية، والانسجام بينهما، إلا أنهما كانا مختلفين في الشكل، حيث إن الفريق ولد مكت حضر ببدلة عصرية، وربطة عنق، في حين كان ولد اقويزي، وجميع الجنرالات الآخرين يرتدون زيهم العسكري الرسمي.