قال تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ) صدق الله العظيم
لقد طالعنا المرجفون والطفيليون وأصحاب النوايا الخبيثة خلال الأيام الماضية ببث خبر زائف على احد المواقع الالكترونية بهدف النيل من سمعة إحدى الأسر الموريتانية الكريمة التي توارث أبناءها خلفا عن سلف مكارم الأخلاق والزهد في الدنيا ، فكانت بذلك مأوى للغريب وسقاية للظمآن ومقصدا لعابري السبيل وذوي الحاجة ، إنها أسرة أهل محمد ولد ديّ التي عرفت في المجتمع الموريتاني بتلك الخصال الحميدة واشتهرت كرافد من روافد التقى والورع ونشر الفضائل، أما الذين يرمونها اليوم بالنقائص فقد دل عليهم قول الشاعر:
كناطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً لِيوهِنَها *** فَلَمْ يَضِرْها، وَأَوَهى قَرْنَهُ الْوَعِلُ
إننا على يقين بأن أولئك المراهنون على حملات التشويه سيخسرون معركتهم ضد الشرفاء في هذا المجتمع ، وسترتد حربهم القذرة في نحورهم ، ولن تفلح محاولاتهم البائسة للنيل من الآخرين ، لقد أساء الأشخاص المحسوبين على الإعلام أو المأجورين إعلاميا ، استعمال فضاء الحرية الممنوح لهم من طرف الدولة الموريتانية وهو مكسب وطني عظيم طالما حلم به الكثير من أبناء موريتانيا، ولكن بعد أن أصبح هذا الحلم واقعا نعيشه بفعل الإرادة القوية للرئيس محمد ولد عبد العزيز . نتفاجأ بوجود أفراد نسبوا أنفسهم تعسفا لمهنة الصحافة يستغلون هذا الفضاء الحر استغلالا عبثيا ، حيث بات همّهم الوحيد هو البحث عما يدنس سمعة الآخرين عبر تزييف الحقائق وفبركة الأحداث ، وقد كان حريا بهؤلاء أن يوجهوا اهتمامهم نحو قضايا تخدم الوطن والمواطن ، وبذلك يصبح الإعلام مشاركا في خلق التنمية لا مُعيقا لها.
وليس الهجوم على شركة (EMNI) وأصحابها واتهامهم بالتلاعب سوى مثال حي على انحراف بعض الإعلاميين وخروجهم عن السياقات الصحيحة التي يجب أن يظلوا يعملون ضمنها. وعندما نفكك فحوى الخبر الذي نشر على بعض المواقع الالكترونية عن المعاملة التي تمت بين البنك العام لموريتانيا (GBM) وبين شركة (EMNI)المملوكة لأسرة أهل محمد ولد ديّ سنكتشف أن هناك مساحة شاسعة بين حقيقة حيثيات تلك المعاملة وبين الأخبار المغرضة التي حاول البعض الترويج لها ، فشركة (EMNI) دخلت في معاملة مالية سليمة مع البنك العام لموريتانيا وقم تمت المعاملة بطرق شفافة ووفقا للشروط والقواعد التي يتعامل بها البنك والتي تحكم المعاملات المالية في موريتانيا.
وسارت الأمور بشكل طبيعي ولم يستجد أمر خارج سياق الاتفاق ، إلا أن تلك المعاملة التجارية التي أبرمتها شركة (EMNI) مع بنك (GBM) تصادفت مع ظرفية استثنائية مر بها القطاع التجاري وقطاع الأعمال بشكل عام بعد الأزمة المالية التي حدثت عام 2008 ، وأدت لإفلاس آلاف الشركات حول العالم ، وعلى الرغم من ذلك قاومت شركة (EMNI) التداعيات الخطيرة للأزمة وحافظت على وجودها ولم تعلن إفلاسها حتى الآن وهي مستمرة في تسوية القضية مع البنك العام لموريتانيا بطرق حضارية وليس بالأساليب العنجهية كما يريدها البعض. وبالتالي فإن وضع الأمور في سياقها الظرفي الموضوعي كفيل بالرد على من استعذبوا الاصطياد في الماء العكر والعيش على أعراض الناس عبر بيع أقلامهم لمن يدفع أكثر .
إن أسرة أهل محمد ولد ديّ لم تكن في يوم من الأيام ضمن قائمة المفسدين الذين نهبوا خيرات موريتانيا بطرق ربوية ، واستخدموا النفوذ والأساليب الخفية والعلنية للحصول على منافع ومآرب شخصية عندما كان ذلك أمرا متاحا ، أما وقد أصبحت تلك المسلكيات جزء من الماضي بفعل حرص النظام الموريتاني الحالي على تقليم أظافر الفساد فمن باب أحرى أن تنأى أسرة أهل محمد ولد دي بنفسها عن المعاملات التي تثير الريبة والشك.
إن المفلسين الذين قاموا بتزييف الوقائع والعبث بعقلية القارئ عبر نشر أخبار كيدية مضللة على بعض المواقع الالكترونية قد ارتكبوا عن سبق إصرار وترصد جريمة التشهير بحق أسرة أهل محمد ولد ديّ، متناسين أنهم بتلك الفعلة الشنعاء قد وضعوا أنفسهم تحت طائلة المساءلة القانونية ، وأنهم اضروا بأنفسهم قبل أن يضروا بهذه الأسرة الكريمة التي ستستمر في عطائها وكرمها، بينما ستكون مزبلة التاريخ هي مصير الحاقدين والحاسدين عليها. وحتى لا تتكرر مثل هذه الانحرافات مستقبلا ويفقد الشعب الموريتاني ثقته نهائيا في وسائل الإعلام، فعليها أن تتوخّى الدقة والمصداقية والنزاهة فيما تنشره من أخبار وأن تلتزم بميثاق شرف صحفي يحرّم نشر الإشاعات والأخبار الزائفة التي تفتقر إلى الأدلة والشواهد، وذلك امتثالا لقوله تعالى (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ). صدق الله العظيم.
الأستاذ السيد ولد احمد