(آفريكوم) عندما تمتزج القوة العسكرية بالقوة الناعمة /محمد يحظيه

خلال متابعة عرض من العروض التي قدمت لنا بمقر آفريكومخلال متابعة عرض من العروض التي قدمت لنا بمقر آفريكومأتيحت لي مؤخرا فرصة زيارة المقر العام للقيادة الإفريقية للولايات المتحدة (آفريكوم) بمدينة "شتوتكارت" بألمانيا... كانت فرصة للتعرف عن قرب، على هذه المؤسسة المتعددة التخصصات، والمجالات.

وكنت أسمع عن (آفريكوم) في السابق، وأعتبرها قاعدة عسكرية أمريكية للتدخل في شؤون الدول الإفريقية، بذريعة التعاون، والمساعدة ... الخ خلال أربعة أيام من النقاش، واللقاءات، والاستفسارات في مقر قيادة (آفركوم) خرجت بانطباعات، واستنتاجات أردت أن أدونها في هذا المقال.

جانب من العروضجانب من العروضأولا: اكتشفت أن (آفريكوم) ليست فقط مؤسسة عسكرية فحسب، بل لها مجالات تدخل متعددة، مثل المساعدة في تطبيق القانون في الدول الإفريقة، وتطوير الديمقراطية، ورعاية حقوق الإنسان.

 

ثانيا: تبين لي أن (آفريكوم) تسعى لربط جسور التواصل بين الولايات المتحدة الأمريكة، والشعوب الإفريقية، عبر معرفة احتياجات هذه الشعوب في مجالات الأمن، والدفاع، ومساعدتها على التغلب عليها، عن طريق التكوين، والتدريب، والمساعدة.

ثالثا: كما فاجأني أن من بين اهتمامات (آفريكوم) محاربة مرض نقص المناعة المكتسب في إفريقيا "السيدا" ولديها خطط، وبرامج في هذا المجال، وما فاجأني أكثر هو أن (آفريكوم) تهتم بربط جسور بين أمريكا، ورجال الدين في إفريقيا، وذلك لنشر ثقافة التسامح، والتعايش المشترك، وقبول الآخر.

الجنرال ديفد رودريكز قائد آفريكومالجنرال ديفد رودريكز قائد آفريكومرابعا: تبين لي أن قيادة (آفريكوم) ليست تابعة فقط لوزارة الدفاع الأمريكية، بل بحكم تعدد مجالات تدخلاتها، واهتماماتها تتبع لعدة جهات حكومية منها: وزارة الدفاع، ووزارة الخارجية، ووزارة الأمن الوطني، ووكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية.

لذلك فإن (آفريكوم) تدار من قبل موظفين لديهم تجربة طويلة في وزارة الخارجية، والأمن، والدفاع، ينسقون مجالات تدخل الولايات المتحدة في إفريقيا، ويشرفون على تطبيق سياستها في القارة الإفريقية، وتهدف (آفريكوم) إلى حماية مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، والدفاع عنها.

بدأت (آفريكوم) عملياتها الأولية في الأول من اكتوبر ، تشرين الأول عام 2007، وأصبحت قيادة مستقلة في نفس اليوم من العام الموالي أي 1/ 10/ 2008.

ويبقى السؤال مطروحا: لماذا أنشئت (آفريكوم)؟؟

الكل يجيب عن هذا السؤال حسب فهمه، وتحليله لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية، فالبعض يرى أنها أنشئت بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، من أجل التواصل أكثر مع الشعوب الإفريقية، ومحاولة فهمها، وتغيير الصورة النمطية السلبية لدى بعضها عن الولايات المتحدة باعتبارها قوة احتلال، وغزو، بينما يرى آخرون أن أمريكا أنشأت هذه القاعدة (آفريكوم) لمساعدة الدول الإفريقية على مكافحة الإرهاب، والتصدي له قبل أن يصل إلى الولايات المتحدة، والتعاون مع الجيوش الإفريقية في هذا الصدد.

في حين يرى آخرون أن (آفريكوم) تم إنشاؤها من أجل منافسة الصين، وفرنسا في القارة الإفرقية، والاستفادة من الخيرات الاقتصادية لهذه القارة، التي هي معقل تاريخي لفرنسا، وبدأت الصين مؤخرا تبسط نفوذها عليها، فأرادت أمريكا أن يكون لها موطئ قدم في هذه القارة عن طريق (آفريكوم).

تحليلات، وتخمينات تبقى في إطار التحليل، ولكن ما يكتشفه زائر هذا الصرح العملاق (آفريكوم) هو أن أمريكا بدأت تحاول الوصول إلى قلوب الشعوب، ليس عن طريق القوة العسكرية والحروب، بل عن طريق المساعدات، والقوة الناعمة.

 

محمد يحظيه

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT