المعقد والتعقد/ محمد فؤاد براده(مقالة)

كثيرا ما نسمع في وسطنا الذي يوصف بـ "الثقافي" ترداد عبارة "المعقد"

وفي لحظة انفعال أملتها عصبية من صاحبها، وصفني أحدهم مرة بأني معقد. وأؤكد علنا أني مُركّب. فهل أعاني من كل أصناف "الالتباس"؟

على العكس من ذلك، يفيد مصطلح "التعقيد" معنى التشبيك... أي تشبيك خيوط مختلفة لتصبح نسيجا واحدا... ومنه جاء تعريف التعقد بأنه "نسيج من عناصر متنافرة يتم تشبيكها لتصبح غير قابلة للانفصال" (أدغار موران).

ينطوي التعقد على مسعى ضروري لفهم البيئة غير المستقرة التي يتطور فيها  الأفراد. و بعبارة أخرى، فإن العقلانية تكون محدودة في عالم يعتبر فيه عدم اليقين هو المسألة الوحيدة الأكيدة. وبهذا المعنى يمكن دعم النظرية القائلة بأن كل استجابة مجتمعية هي عبارة عن عملية إدراكية: إنها سلوك أناس في بيئة مركّبة اتجاه القدرات الإدراكية المحدودة.

إن ظهور حالة عدم اليقين حتى في مركز معارفنا يجدد التشكك، فارضا على الأقل نسبيةَ مطابقةِ التعاليم المنطقية لليقين والاختزالية والسببية والشمولية.

ويشرح أدغار موران أنه "يجب الإبقاء على كل فرض للوضوح والدقة والاتساق... وعدم التنازل عنها إطلاقا، ولكن (يجب كذلك) فتحها على اللامنطقي وعلى المجهول". يجب تحويل التركيز من المظهرية نحو الجوهرية؛ أي من الشيء كما هو في تشكيلته الداخلية نحو الشيء كما هو في آثاره وحركيته الخارجية". نحو السؤال الجوهري: مم هو مصنوع؟

وبحثا عن أسباب ومحددات الأشياء؛ "وافتراضا -حتى- لوجود نسق بين أولئك الذين لا يسبق، في العادة، بعضهم بعضا أبدا"، يمكن استبدال ذلك بالسؤال العملي: ما الذي يفعله هذا؟ ولأية أهداف؟

المصدر الحرية نت

 

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT