مستشفى كيفه الجديد.. طريقك للمعاناة (تقرير مصور)

تعتبر فكرة تشييد مستشفى جهوي ضخم في مدينة كيفه فكرة رائدة، وعبقرية، فالمدينة الأكبر من حيث عدد السكان بعد العاصمة تقع وسط البلاد، بالقرب من المناطق الشرقية ذات الكثافة السكانية العالية، وتقع على بعد 600 كلم من انواكشوط، فكل المعطيات تؤهلها لاحتضان منشأة صحية بهذا الحجم.

لكن عوامل طارئة، وتدخلات شخصية أجهضت هذا الحلم قبل أن يرى النور، بل حولت المستشفى من نعمة، إلى نقمة على سكان المدينة، وذلك للأسباب التالية.

 اختيار الموقع

لم يكن اختيار موقع تشييد المستشفى بريئا، ولا مناسبا، فعوامل الجغرافيا، تقول إن الأنسب لتشييد المستشفى هو المدخل الشمالي للمدينة على طريق الأمل، لكن تدخلات من شخصيات نافذة في المدينة، فرضت تشييده في مكان قصي شمال شرق المدينة، وذلك رغبة من هذه الشخصيات في إحياء تلك المنطقة، التي باتت القطع الأرضية فيها تباع بالملايين، بعد أن كانت توهب بالمجان ولا تجد من يأخذها.

مشكل الماء..

كل المشاكل التي يعانيها المستشفى الجهوي في كيفه جاءت تبعا لموقعه الجغرافي الخاطئ، ومن أهم المشاكل ندرة الماء، عصب الحياة، وتخيلوا أن منشأة بهذا الحجم، يؤمها آلاف المواطنين تتم سقايتها بصهريج ماء، ولا تتوفر على حنفيات، نتيجة لبعدها من خط الأنابيب الذي يمر بمحاذاة طريق الأمل.

مشكل الدواء..

تخيلوا مستشفى بلا صيدليات، حيث يتم إجبار المرضى، وذويهم على السير مسافات بعيدة لشراء وصفة دواء قد تكون مستعجلة، يموت المريض قبل أن تصل الوصفة، في إجراء مستغرب فاقم معاناة المرضى.

مشكل النقل..

تشييد المستشفى بمكان قصي في أطراف المدينة جعل مهمة الوصول إليه تحديا في حد ذاته، فالمستشفى لا يقع على طريق رئيس، فضلا عن أن الذاهب إليه مجبر على أن يجتاز السوق المركزي في الغالب، حيث الزحمة، والاكتظاظ، ويستحيل الوصول للمستشفى إلا من طريق السوق هذه، أو عبر الطريق المعبد حديثا، والمتفرع من طريق الأمل شرق المدينة، وعدم وجود باصات خاصة بنقل مرتادي المستشفى زاد من صعوبة الذهاب منه، وإليه.

بلغة الأرقام يوفر المستشفى الجهوي بكيفه طاقة استيعاب ب 150 سريرا، و200 موظفا، بينهم 22 طبيبا، وأخصائيا، و8 أطباء صينيين، يعملون في منشأة صحية شيدت على مساحة 50 ألف متر مربع، أكثر من نصفها بنايات مشيدة، كلف إنجازها 20 مليون دولار، أي 6 مليار و500 مليون أوقية.

 ولكن بلغة الواقع يظل هذا المستشفى إنجازا لم تكتمل فرحته، ما لم تبادر السلطات بالتغلب على المشاكل آنفة الذكر.

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT