وقبل أن يجف حبر الخطبة،وربما حتى قبل أن ينزل الأئمة من على المنابر بدأ البعض في التعليق على الخطبة الموحدة، وتراوحت التعليقات بين مرحب بها، باعتبارها خطوة وطنية ستساهم في محو الصورة النمطية في أذهان البعض عن علاقة العبودية بالإسلام، ومنتقد للخطبة، واصفا إياها بالتدخل في مجال حساس، ينبغي أن يترك للأئمة وحدهم، دون إملاء من الدولة، ومن يرى أن هذه الخطبة عديمة التأثير، لأن معالجة مشكل العبودية، ومخلفاتها يكون بالأفعال، لا الأقوال، ويتم عبر قرارات جريئة، يصدرها المسؤولون، وليس عن طريق خطب يلقيها الأئمة من المنابر.
توحيد موضوع الخطبة يشكل سابقة في البلاد، وربما يقطع ألسنة الذين يجادلون بالقول إن العلماء كرسوا واقع العبودية، وأضفوا عليه شرعية باسم الدين، شرعية باتت " تهمة" يتبرأ منها الجميع.
يقول البعض: نعم حسن توحيد الخطب لمحاربة الاسترقاق، ولكن ما هو أحسن تقسيم ثروات البلد بشكل عادل بين جميع أبنائه، بغض النظر عن الفئة، والجهة، واللون،وتبقى الخطب – على أهميتها- نصائح، وتوضيحات تحتاج لتنفيذ عملي على أرض الواقع، ومع ذلك ما من شك أن الحكومة كانت موفقة في خطوة توحيد الخطبة في هذا الوقت عن هذا الموضوع بالذات، لكن يبقى السؤال مطروحا: هل سينجح توحيد الخطبة في توحيد الخطاب؟ أم أن الجميع استمعوا في المساجد لخطبة موحدة، ليخرجوا وكل بخطابه، وخطه؟