نقاش حول الكفاءة أم نقاش حول العقوق؟!
بالنسبة للكفاءة فهي الدين والحال ولا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى ..وقد ساوى هذا الدين بين البشر وقد اذهب الله عنا رجس الجاهلية وتفاخرها بالأنساب ..فكلكم لآدم وآدم من تراب ..
والتفاضل فى الدنيا بحسب العلم والعمل لا بحسب السلالة والمنبت ولا يستحق أحد رتبة إمامة ولا وظيفة ولا مكانة ولا رئاسة بحسب وراثته لأبيه أو أمه ولقد أحسن ابن الرومي حين قال :
وما الحَسَبُ الموروثُ لا درَّ دَرُّه بمحتَسَبٍ إلا بآخرَ مُكتسبْ
إذا العودُ لم يُثمر وإن كان شُعبةً من المُثمراتِ اعتدَّه الناسُ في الحطبْ
هذا مفروغ منه فى قيم الدين ولا يجوز شرعا التشكيك فيه .. غير أن العقوق و تحطيم البنية الأسرية و إدخال الفتنة فى الأسرة وبين البنت والولد وبين أمهم وابيهم شيئ آخر وذاك داخل ضمن حرب حضارية غربية على المجتمعات المسلمة ..!إنه يجب التفريق بين الأمرين ففيما يتعلق بالدولة فمن واجبها التسوية بين مواطنيها على وزان الكفاءة العلمية والخلقية وكل معاملة على غير هذا الوزان ظلم وحيف ينبغي النكير عليه.
وبالنسبة للمجتمع ينبغي بيان أن تحولات اجتماعية كثيرة حدثت فيه ولقد أصبح ابناء العمومة غير متكافئين فيما بينهم فى الزواجات والمصاهرة فأهل تفرغ زين منهم ليسوا أكفاء لمن وراء وراء مدريد ومكذا ..غير أنه تبقى القرارات الشخصية للأسرة غير خاضعة للتقنين ولا يمكن فى عرف الشرع والقانون الزام شخص بتزويج بنته من أي أحد فلقد تمنعت صحابيات عن بعض الخلفاء الراشدين وتمنعت سيدات عن بعض الأمراء وهكذا .. كما لا يجوز تثوير الفتيات على أوليائهن بحجة الحرية فلقد عرفت مجتمعات غربية كثيرة آثارا سلبية لتك الحرية وعرفت ان الحرية المزعومة كذبة حمراء.
الدكتور الشيخ ولد الزين ولد الامام.