نظفوها منهم...
لا خلاف في أهمية النظافة وضرورتها وحتمية ترسيخها في عاداتنا اليومية والتحسيس بدورها الوقائي والصحي والجمالي وأنعكاسها على حياة المواطن وراحته ، وأثمن التجاوب الإيجابي والسريع من طرف رئيس الجمهورية مع نداء وجهته في تدوينة سابقة عن ثالوث القمامة وإنعدام الأمن وعرقلة بعض القطاعات تنفيذ البرنامج الرآسي الطموح ، وهو ما لاحظت التحرك الجاد والفعلي والتدخل المباشر من لدن رئيس الجمهورية لتغييره وأخذ زمام المبادرة والوقوف على أرض واقعه إنسجاما مع تعهداته للشعب الموريتاني وأهتماما بكل تفاصيل حياته وتدخله الحازم والسريع لحل مشاكله و أقدم هنا بوصفي شاهد عيان دليلا على تلك العناية .
ففي مساء عودته من فرنسا وقفت مجموعة من النساء من أهالي ضحايا الإكراه البدني في طريق الموكب الرآسي قبالة وزارة العدل لإيصال رسالة تظلم وأستنكار لممارسة القضاء لإجراء نبذه العالم لمساسه بكرامة وحقوق الإنسان ،وقبل وصول الرئيس تدخلت قوات من الشرطة وأدخلت النساء في الساحة المقابلة لوزارة العدل وسدت مخرجها الوحيد مانعة بذلك النساء من إيصال رسالة تظلمهن للرئيس وبعد مرور الموكب الرآسي سمحت الشرطة للنساء بالخروج وهنّ غاضبات من إحتجازهن وماهي إلا لحظات حتى وصل أفراد من الأمن الرآسي مبعوثين من الرئيس للإستفسار عن سبب تواجدهن ، هذه الحادثة تدل على مشاطرة القمة لهموم المواطنين والتدخل السريع لحلها وعدم الإعتماد على التقارير الروتينية الجاهزة قصاّولصقا طيلة الأنظمة المتعاقبة ،
نعم لحملة نظافة شاملة وحاسمة ومسح تام للطاولة وكتابة تاريخ جديد على سبورة البناء الوطني بطبشور الجِد والتفاني بأيادي نظيفة من المال العام متعففة عن الرشوة والإختلاس وقلوب نظيفة من الحقد والكراهية والإنتقام مليئة بالمحبة والتآخي حريصة على الوحدة والتعايش،
نعم لنظافة إدارتنا من الرشوة وإستغلال النفوذ وجعل الرجل المناسب في المكان المناسب ، نعم لمسح وشفط وكنس مختلسي المال العمومي وتجديد وتحديث الطواقم الإدارية تنظيفا لشوارعنا من طوابير الشباب العاطلين عن العمل، نعم لتجفيف منابع الفساد بتعزيز جّرافات الرقابة المالية الصارمة وتطبيق مبدأ العقوبة والمكافأة ، نعم لتنظيف ساحتنا السياسية والحقوقية من ممتهني المتاجرة بآمال وآلام هذا الشعب زارعي الفتنة ودعاة التفرقة والإنفصال ، نعم لتنظيف الساحة من أحزاب مجهرية وكرتونية منخنقة وموقوذة ومتردية ونطيحة أفرغت العمل الحزبي والسياسي من معناه،نعم لتنظيف منظمات مجتمعنا المدني من الباحثين عن المال بكل الطرق المسيئين لسمعتنا بتزلفهم وإستجدائهم السفارات والمنظمات الدولية من المحيط إلى الخليج ،نعم لتنظيف إعلامنا من دخلاء يسيؤون لصاحبة الجلالة ويمرغون تاجها تحت أقدام المسؤولين ورؤساء القبائل وأصحاب المبادرات في تسابق حميم لخطب ودهم كتدافع المتسولين عند التقاطعات الطرقية ، نعم لتنظيف صفوف الداعمين من مطبلي ومتملقي كل الأنظمة متعددي الأقنعة والوجوه الواقفين بالمرصاد أمام كل محاولة إصلاح لأن طموحهم لا يثمر ويؤتي أكله إلا في بئة عفنة نتنة ،نعم لتنظيف سجوننا من ضحايا الإهمال القضائي ومن المكرهين بدنيا في معاملات تجارية لا مردودية ترتجى من سجنهم المناقض للمواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان ، نعم لتنظيف إقتصادنا من المرابين وعصابات شيبيكو والمهربين ومزوري البضائع والأدوية ومصاصي دماء الشعب ، نعم لتنظيف تعليمنا من فوضوية المدارس الخصوصية وفرض معايير فنية وتربوية صارمة وإعادة الإعتبار لتعليمنا العمومي على غرار تجربة مدارس الإمتياز الرائدة ،نعم لتنظيف العقول والمفاهيم والمسلكيات هي حملة تنظيف ينبغي أن تكون شاملة فليحمل كل منا أدوات المسح الشامل وإعادة التشغيل بإستخدام برنامج جديد محصّن بأياد وطنية غيورة ونظيفة طارد للفيروسات بكل أشكالها معتمدين على الإرادة الصادقة والتضحية والإتحاد٠
محمد ولد عبد القادر ــــ قانوني