لماذا لا تحقق نقابة الصحفيين في تهم الرشوة، والتخابر الموجهة لإعلاميين؟!
كشفت مواقع إلكترونية متعددة معلومات تفيد بتلقي صحفيين مبالغ مالية من مؤسسات في الدولة مقابلة "التخابر" لصالحها، هنا لن أعيد نشر تلك اللائحة السوداء، ولا أسماء المؤسسات المعنية، ولكن سأثير أسئلة محورية تطرحها هذه القضية، سواء ثبتت، أم لم تثبت صحتها.
السؤال الأول: لماذا لا تفتح نقابة الصحفيين، والهيآت الصحفية الأخرى تحقيقا في هذه القضية للوقوف على حقيقتها، مادامت نقابة الصحفيين تطالب بتحقيق في أبسط القضايا؟؟ فالسكوت على هذه القضية، وتجاوزها يثير الاستغراب، والشكوك.
السؤال الثاني: إذا صحت هذه القضية .. فلماذا يقبل إعلاميون كبار صدعوا رؤوس الجميع بمعارضة النظام، ويدعون أنهم يعملون على كشف فضائحه، لماذا يقبلون بالعمالة له من تحت الطاولة؟؟
السؤال الثالث: سواء ثبتت هذه القضية، أم لم تثبت .. من المستفيد من تسريبها في هذا الوقت بالتحديد؟ هل هي جهات حكومية؟ أم هو غضب من صحفيين آخرين لم ينالوا نصيبهم من الكعكة، فقرروا قلب الطاولة على الجميع، على طريقة العصابات؟ صحيح أن إثبات مثل هذه الأمور أمر بالغ الصعوبة، خصوصا أن الدولة طرف في الملف، ومن المستبعد أن تتعاون في هكذا تحقيق.
ومهما يكن فإن هذه القضية تسلط الضوء على طبيعة العلاقة بين الإعلام، والسياسية، والنظام على وجه الخصوص، علاقة قد يكون ما خفي منها أعظم، وأهم مما يعلن.
علاقة يشبهها البعض بزواج متعة سري، يحتاجه الطرفان، ويضمن لكل مصلحته، ولكن يخشى كل منهما إظهاره للعلن.