ولد حمزه: كلمة وداع إلى ساكنة نواكشوط
أعزائى المواطنين، سكان انواكشوط
بمناسبة نهاية مأموريتي اتوجه إليكم عبر الصحافة مرة أخرى لأقدم لكم اخلص تشكراتى على الثقة التي منحتموني إياها، بانتخابكم لي على رأس المجلس الحضري لمدينتنا وهي أهم مدينة في البلد و أكثرها ساكنة.هذا الاختيار الذي اتشرف به، شكل لي مصدر الـْهـَام وتشجيع للقيام بمهمتي الصعبة والشريفة، لقد زاولت هذه المهمة رغم كل الصعوبات وتصرفت بوصفي منتخبا لجميع سكان انواكشوط بكل تياراتها و أطيافها السياسية.
كنت مدفوعا دائما خلال أداء مهمتي بإصراري القوي وطموحي الكبير لأضمن لسكان مدينة انواكشوط أفضل ظروف العيش الممكنة،وأن اجعل من مدينتهم نافذة لهذه البلاد وفضاء رحبا يطيب العيش فيه .
وقد تحققت نتائج ملموسة في هذا الميدان، لكنها تبقى دون ما كنت أطمح إليه ، وقد منعني من ذلك مضايقات خارجة عن إرادتي، وإرادتكم لا أريد الرجوع إليها هنا.
و أأسف على ذلك، واعتذر لمواطني بلدنا الأعزاء عن عدم انجاز أكثر مما تم،رغم أننا لم نألو أي جهد في سبيل هذا الهَدف،و أذكر هنا أنني انتخبت أولا عمدة لبلدية تفرغ زينه حيث قضيت فترة زمنية أكثر من شهر،ثم انتخبت رئيسا لمجموعة انواكشوط الحضرية، ثم رئيسا لرابطة العمد الموريتانيين.
وخلال سبعة أعوام لم استفد من عطلتي السنوية،وكنت عرضة لكل الضغوط ، و الإهانات وفي بعض الأحيان كنت اعاني من عدم فهم الآخرين لما أقوم به، في بعض الأوقات كان علي أن اختار بين الاستقالة أو تغيير موقفي السياسي، ولم أفعل ذلك لأن المأمورية من شأن المواطنين و الحزب و منسقية المعارضة التي انتخبني بعض أعضائها وأشكرهم في هذا المقام.
لقد تميزت مأموريتي بالصرامة، رغم كل الصعوبات و الدسائس، لكن تسيير مدينة انواكشوط كان معقدا جدا ولا يخضع للمعايير المألوفة،ذلك أن مدينة انواكشوط مكونة من تسع بلديات تتميز كل منها بالاستقلالية ولها مجلسها الخاص، وميزانيتها الخاصة، و ليس لمجموعة انواكشوط الحضرية الحق فى النظر في تسيير هذه البلديات المستقلة عنها،بل العكس هو الصحيح، إذ تمثل البلديات التسع مجلس مجموعة انواكشوط الحضرية، والمفارقة تكمن في أن عمد بلديات انواكشوط التسع مسؤولون، كل في ما يعنيه، عن انجازات بلدياتهم، و مسؤولون كذلك جماعيا وفرديا عن انجازات مجموعة انواكشوط الحضرية.
إن صعوبة هذا التسيير الفريد من نوعه هو سبب الاختلالات الكثيرة التي تمكن ملاحظاتها هنا وهناك من طرف البعض.ولذا فإن بلدية انواكشوط، على غرار مدن العالم الكبرى، يجب ان تكون ـ من وجهة نظرنا ـ بلدية مركزية و المسؤولة الوحيدة عن البلديات التسع.
ولا أكشف لكم سرا هنا، فقد كنت أود متابعة العمل معكم و مواصلته خدمة مواطني عاصمتنا، الشيء الذي يتطلب مأمورية جديدة .
لكن شاء القدر العكس:
ذلك أنني انتمى إلى حزب مؤسس لمنسقية المعارضة الموريتانية التي قررت الانسحاب من اقتراع 23 نوفمبر 2013،ولكوني مناضلا منضبطا كنت دائما اخضع لإرادة حزبنا، وهذا ما منعني من الترشح لولاية جديدة،كانت مدينة انواكشوط بحاجة لها لمتابعة العمل الذي بدأناه.
لكنني أرجو ان الـْـتـَـقـِيَّ معكم في إطار مأمورية أخرى، ليتسنى لنا جميعا متابعة جهود عصرنة وتنمية عاصمتنا العزيزة، وأنا اضمن لكم ذلك والتزم لكم به في حينه، ولا يعدو الأمر كونه استراحة محارب ليس إلا، فلنا كرة أخرى.
و اسمحولي، مواطني الأعزاء، في هذا المقام، أن أوجه إليكم فردا فردا وجماعات أخلص تشكراتى للدعم الثمين الذي قدمتم لي خلال تقلدي مهمة رئيس مجموعة انواكشوط الحضرية؛ ومهما يكن من أمر، سأبقي ابنا وفيا لمدينتنا، ولن ادخر أي جهد في المساهمة في تنميتها، حسب القواعد الديمقراطية، و التمس الصَّـفـْح من أولئك الذين لم يوفقوا معي، واعلن كذلك عفوي وصفحي لكل أولئك الذين آذوني ،خلال مأموريتي، امتثالا لقوله تعالى:{ وَإن تــَعـْـفـُوا وَ تـَـصـْـفـَحـُوا وَ تــَغـْفِرُوا فـَإن اللـّه غـَـفـُورٌ رَحـِيمٌ} صدق الله العظيم. سورة التغابن، الآية رقم:14
و في الختام أنتهز هذه المناسبة لأشكر باسمكم مواطني الأعزاء و باسم منتخبي المدينة شركائنا في التنمية وعلى الخصوص كل من: الوكالة الفرنسية للتنمية، والاتحاد الأوروبي،و البنك الدولي من خلال برنامج التنمية الحضرية (PDU) و التعاون الفرنسي و المدن المتحدة،وڮريت والصندوق العالمي لتنمية المدن (FMDV) و التعاون الإسباني.
و أشكر أيضا المدن الصديقة و مؤسسات المدن التي ساعدتنا كثيرا في إطار التنمية اللامركزية، ويتعلق الأمر ب ِ:
ـ ولاية إيل دافرانس من خلال مجلسها و رئيسها جان بول هوشون و نائب رئيسها المكلف بالعلاقات الدولية روبرتو رومرو و المستشار علي سومارى.
ـ الجمعية الدولية للعمد الفرانكفونيين من خلال رئيسها برتراه دلانوى:عمدة باريس و أمينها العام أبير باير وكل أعضاء مكتبه.
ـ مدينة لوزان و المدن السويسرية لمشاريع " الماء الشروب و الصرف الصحي".
ـ مدينة إيفري و مجلسها و رئيسها الأسبق الوزير مانويل فالس.
ـ المدن و الحكومات الإفريقية المتحدة (CGLUA) و رئيسها خاليفا آبابابكر صل و أمينها العام جان أبير ألونڮ أمباس.
ـ وبعض المدن المـُـتـَوْأمة مع انواكشوط خاصة ابرازافيل،دكار،باماكو،الرباط،الدار البيضاء،كينشاسا، إيفري،ولاية إيل دافرانس ،أبرايا،وتونس، بدون أن أنسى واڮادوڮو و سانلوي و مراكش.
كما أتوجه بالشكر إلى الجاليات الموريتانية في الخارج على تضامنهم مع عاصمتنا و المعبر عنه في كثير من المناسبات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
و لا يسعنى هنا إلا أن أحيي المهاجرين القاطنين في انواكشوط لمساهمتهم في التنمية الاقتصادية للمدينة و أقول لهم إنهم بين أهليهم و ذويهم.
وأخيرا أشكر كذلك المجلس الحضري الذي، بالرغم من تعدده السياسي " المعارضة و الأغلبية " ، ساعدني طيلة مأموريتي، كما أشكر كل من ساعدني من قريب أو من بعيد في ما أنجز على مستوى مجموعة انواكشوط الحضرية.
وانتهز هذه الفرصة لأهنئ رئيس المجلس الحضري المقبل و أعضائه و أتمنى لهم النجاح في مأموريتهم.
تمنياتي بموفور الصحة للجميع بمناسبة السنة الجديدة و الله أسأل أن تكون 2014 سنة حوار و سلام و تنمية بالنسبة لبدنا.
ألف شكر للجميع.