لم يكن عناصر شباب 25 فبراير يتوقعون أن ينتهي بهم المطاف في زنزانة واحدة مع عـُتات المجرمين، أو في عنبر السلفيين بالسجن المدني، وهم الذين خاضوا عشرات الاحتجاجات ضد النظام، وكانوا في كل مرة يعودون سالمين، لكن يبدو أن أن جهات ما في المعارضة غررت بالشباب، ووعدتهم بالوقوف معهم، وحرضتهم على اقتحام مكاتب وزارة الصحة، وإحداث فوضى في المرفق الحكومي الأهم، وكتابة شعارات معارضة على سيارة الوزير، وباب مكتبه، تلك الخطة التي نفذها الشباب بإحكام، لكن تلك الجهات المعارضة تخلت عن الشبان المساكين، عملا بمبدأ" اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون".
فلم نشاهد رؤساء أحزاب في المعارضة أمام المفوضيات،أو قصر العدل، أو السجون للتضامن مع هؤلاء المراهقين، بعد أن غرروا بهم، وحملوهم على ارتكاب هذه الأفعال، فإذا كان زعماء المعارضة مقتنعين بأن ما فعله الشباب المعتقلون هو عين الصواب، لماذا لا يكونون هم في المقدمة؟وإذا كانوا يعتقدون أنه خطأ لماذا يشجعون الشباب عليه؟.
المشكلة أن الشباب في هذا البلد يتم استخدامه كوقود لمعركة خاسرة، زعماء المعارضة يتمتعون بالغرف المكيفة، ويركبون رباعيات الدفع، ويجولون في رحلات سياحية خارجية، وداخلية، والشباب يتعرضون للسجن دون أن يجدوا الحد الأدنى من التضامن.