شكل تخليد الذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني في مدينة النعمه خطوة بالغة الأهمية بالنسبة لسكان ولاية الحوض الشرقي، واستبشروا بتحول عاصمة ولايتهم إلى محط أنظار الموريتانيين جميعا، باحتضانها الأنشطة المصاحبة لهذه الذكرى المجيدة، وأهمها العرض العسكري، وتوقع سكان الشرق أن تستفيد النعمه من البنية التحتية التي يتم تشييدها عادة لهذه المناسبة، كما حصل في انواذيبو، وأطار، وكيهيدي، رغم أن أطار لم تشهد عرضا عسكريا، لكن آمال سكان النعمه سرعانما تحولت إلى سراب، عندما اصطدمت إرادة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز في تنمية الولاية بسلوك حكومة المهندس يحي ولد حدمين - المنتمي للولاية ، وللمفارقة- فوزير التجهيز والنقل حينها محمد عبد الله ولد اوداعه، ووزيرة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي أمال بنت مولود، هندسا أكبر خديعة للرئيس، وسكان النعمه، عندما أوهما الجميع أن الحكومة أنجزت طرقا معبدة في النعمه، وإنارة عمومية، وأرصفة حديثة، بينما كان واضحا لأي زائر لمدينة النعمه أن تلك البنية التحتية لا تستجيب لأي معيار فني، ولا تعتبر كافية، لا من حيث الكم، ولا من حيث الكيف، بل إنه حتى المنصة الرسمية التي جلس عليها رئيس الجمهورية نفسه خلال العرض العسكري كانت الأسوأ من بين مثيلاتها في المناسبات السابقة، وتبدو أسوأ حتى من منصة مهرجانات المعارضة في ساحة جامع ابن عباس.
رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لم يخف انزعاجه من رداءة التحضيرات لعيد الاستقلال في النعمه، رغم أن الحكومة حضرت لهذه المناسبة على مدى سنة كاملة، وقد سافر الوزير الأول يحي ولد حدمين، رفقة الوزراء المعنيين إلى النعمه قبل أسابيع من ذكرى الاستقلال للاطلاع على سير التحضيرات، ومع ذلك جاءت أسوأ مما توقع الجميع، واليوم يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا من الطريق الذي تم إنجازه قبل أقل من شهر بمدخل مدينة النعمه، وقد تقعر، وتهالك، وبدا مترهلا، كما لو كان تم إنجازه منذ 15 سنة (الصور) !!، فهل سيعاقب الرئيس ولد عبد العزيز من تسببوا في هذه الفضيحة، أم أن الأمر سيترك للنسيان، وأي دور سيلعبه منتخبو الولاية لتعرية المسؤولين عن هذه الفضيحة، والضحك على سكان الحوض الشرقي ؟؟!!.