لماذا انفض موظفو الوزارة الأولى من حول الوزير الأول (أسرار الحكومة ح 1)

منذ استقلال موريتانيا، ظلت الوزارة الأولى إحدى أهم دوائر صنع القرار في البلد، باعتبارها مكان تخطيط، وتنفيذ السياسات الحكومية، وظل مبنى الحكومة يلعب دورا هاما في الشأن السياسي، ومع وصول الوزير الأول الحالي المهندس يحي ولد حدمين، حاول أن يسير على ذلك النهج، لكنه بدأ بسياسة إقصائية، ركزت على "تطهير" الوزارة الأولى من "فلول" سلفه الدكتور مولاي ولد محمد لغظف، الذي تربع على المنصف لسنوات سبع، فأبعد ولد حدمين جميع من يشتم فيهم رائحة الولاء لسلفه، من وزراء، وحتى صغار الموظفين، باستثناء مديرة ديوان الوزير الأول التي تمت ترقيتها بعد وصول ولد حدمين لأسباب اجتماعية، وإدارية، وشخصية لا نريد بسط الحديث عنها في هذا المقام.

ولد محمد راره، وولد جلفون،وبنت عينينه، وبا عسمان..، والقائمة تطول، وزراء دفعوا ثمن علاقاتهم الطيبة مع أشخاص لا يروقون لولد حدمين، وفي المقابل جيء بوزراء جدد، تم تفصيلهم على مقاس ساكن القصر الحكومي الجديد، لكن المفارقة أن الطواقم التي أتى بها المهندس يحي ولد حدمين انقلبت عليه - في الغالب- إما سرا، وحتى علنا، فبعد أن كانت مواقع الإنترنت، وصفحات كبار معاوني ولد حدمين على فيسبوك تعج بالمقالات، والتدوينات التي تشيد بسياسة الرجل، وتدافع عنه، دخل هؤلاء في صوم محير عن التدوين، والكتابة دفاعا عن الوزير الأول الذي أدخل بعضهم مبنى الحكومة قادما من الشارع، في رحلة مباشرة دون توقف بمحطة الكفاءة، ولا مراعاة لمعايير جرت العادة على أخذها في الاعتبار في مثل هذه التعيينات، فمنذ ثلاثة أشهر أو يزيد لم يعد جنود ولد حدمين يدافعون عنه، ودخلوا في صمت مطبق، وبعضهم تحول جهارا إلى مهاجم، مغيرا موقعه من الدفاع إلى الهجوم، ليبقى السؤال محيرا.. لماذا ينفض أنصار ولد حدمين من حوله ؟؟ والقاعدة السياسية المسلم بها تقول إن من لا يستطيع الحفاظ على أنصاره، لن يتمكن من استقطاب داعمين جددا بالأحرى !!.

ولم يكتف بعض معاوني ولد حدمين بالتخلي عنه، وقلب ظهر المجن له، بل أمعن بعضهم في إهانة الرجل، عن طريق استغلال القرب منه فيما بات يسمى تجارة النفوذ، وحمل بعضهم رسائل باسم ولد حدمين - دون علمه- إلى وزراء، ومسؤولين آخرين، وتحصلوا من وراء ذلك على مكاسب مالية كبيرة بطرق ملتوية، وهو ما سنتطرق إلى تفاصيله أكثر في الحلقة الموالية - بحول الله-.

يتواصل..