في إطار مواكبة مجهودات التعبئة و التحسيس على وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة جائحة "كورونا" استضاف منبر تنمية لعصابه مساء أمس الثلاثاء 31 مارس 2020 الإعلامي الكبير و "لأخ الفاضل الدكتور الحسين ولد مدو، للحديث حول الإجراءات الحكومية المتخذة لمواجهة التداعيات الاقتصادية و الاجتماعية لهذه الجائحة، و استشراف مستقبل العلاقات الدولية في ظل المتغيرات الحاصلة خلال هذه الفترة.
و في بداية اللقاء شكر الدكتور الحسين جميع أعضاء المنبر على الجهود التي يقومون بها لتدارس قضايا الولاية، و مشاكل المواطنين فيها، مبرزا أن المنبر يمثل فضاء مهما للتواصل بين أبناء الولاية و لتشاور و النقاش حول اهتمامات السكان، والبحث عن حلول للمشاكل التي يعانون منها.
و أضاف الدكتور أنه يشكر القائمين على المنبر على إتاحة هذه الفرصة للحديث حول قضايا الساعة، و التعاطي مع المشاركين في هذه الحلقة لإثراء النقاش حول القضايا المطروحة.
و في ردوده على أسئلة المشاركين، قال الدكتور الحسين ولد مدو: إن كورونا ليس ظاهرة صحية فقط، مبرزا إن تداعياته الاقتصادية و الاجتماعية كبيرة جدا، و سيلمسها الناس اليوم بقوة، و غدا بشكل أكبر و أقوى.
و أضاف أنه باستثناء الخسائر في الأرواح البشرية الكبيرة، ستكون الأضرار الاقتصادية كبيرة جدا من خلال تزايد أفواج العاطلين عن العمل، و انهيار المؤسسات الصغيرة،و على المستوى المحلي قال الدكتور: إن الدعوة للبقاء في البيوت لمحاصرة الفيروس ليست حلا لهذه المشاكل ، و بهذا الخصوص يقول الدكتور " هنا يتجلى أهمية تدخل الدولة، و تضافر الجهود ، و تعزيز التكافل و التآزر الاجتماعي لمساعدة الفقراء و المحتاجين و المتضررين من الإجراءات لكي لا يكونوا ضحايا لهذه الإجراءات قبل أن يصلهم الفيروس".
و أردف الدكتور: أن السلطات العمومية اتخذت حزمة من التدابير لتخفيض أسعار المواد الأساسية، و تقديم المعونة للمحتاجين، لكنها لا تكفي و لا تغني عن تدخل رجال الأعمال، وكل الخيرين من أبناء الولاية للمساعدة، و استنفار الجهود لمواكبة الذين فقدوا مصدر قوتهم اليومي، و وضع آلية للتكفل بهم خلال هذه الفترة الصعبة.
و في جوابه على سؤال حول دور الصحافة الجهوية في هذه الفترة أجاب الدكتور: إن الدور الذي تطلع به الصحافة الجهوية مهم جدا في مجال التوعية و التحسيس ، و البعد الإخباري، و الدقة و المهنية في تعاطي الأخبار، و التي تتعاظم أهميتها في هذه الفترة مقابل المخاطر المترتبة عليها، مشيرا إلى أهمية أن تنفتح السلطات العمومية على وسائل الإعلام، و تتعاطى معها كعضد، و سند لها خلال هذه الفترة الحرجة من تاريخ البلد، و أكد الدكتور أن دور الصحافة هو نشر الإخبار بدقة، و المحافظة على قدسية الخبر، و تملك المسؤولية الاجتماعية، مبرزا أن الصحافة عادة من أكبر الضحايا في ظروف الأوبئة و الحروب، و لكن ذلك لا ينبغي أن يدفع الصحافة إلى الاستقالة أو إلى التخلي عن دورها كسلطة موازية، و رقيبا و عينا بصيرة على مجريات الأحداث.
و في نهاية ردوده على الأسئلة وجه الدكتور ولد مدو دعوة إلى فتح نقاش على المنبر لكي يكون من أدوات التفكير في تصور آلية للتبرع بشكل مستعجل، لتقديم العون و المساعدة للمحتاجين و الفقراء في الولاية، من خلال تنظيم " تلتون" أو حملة تبرع تستحث رجال الأعمال المنحدرين من الولاية، و أطرها، و العاملين فيها للتبرع لصالح المتضررين، و المحتاجين في الولاية و "هم كثير – على حد قوله - .
بعد ذلك عقب الدكتور الخليل ولد الخليفة على مداخلة الدكتور الحسين ولد أمدو حيث قال: إن التداعيات الاقتصادية لهذه الجائحة ستخلف انكماشا اقتصاديا أكبر بكثير مما حصل سنة 2008، و سيتراجع معدل النمو الاقتصادي للدول الكبرى بنسبة تتراوح بين 3% إلى 30% تقريبا،أما بالنسبة للدول النامية فستنقصها التمويلات لإنجاز مشاريعها، و ستتراجع وتيرة النمو فيها بنسبة 10% سنويا تقريبا، أما بالنسبة للتداعيات الاجتماعية فسينتج عن هذا الوباء تماسك اجتماعي أكثر قوة على الصعيد الداخلي، و في المقابل ستتباعد بعض الدول على مستوى الخارجي و خاصة في أروبا،و على الصعيد الثقافي ستتبدل نظرة الأشخاص إلى هذه الحضارة التي كانت تهيمن على العالم ، و ستبرز حركة ثقافية جديدة أقرب للديانات، و خاصة الدين الإسلامي.
و قد أدار الحوار المشرف العام على المنبر المفتش عال ولد يعقوب.