"التصدي للجريمة" موضوع حلقة حوارية جديدة في منبر تنمية لعصابه

نظم " منبر تنمية لعصابه " مساء امس السبت 19 يونيو 2021 حلقة حوارية جديدة حول موضوع " تنامي جرائم السطو المسلح و القتل و الاغتصاب في كبريات المدن الموريتانية خلال الفترة الاخيرة".

و في بداية هذه الحلقة قدم الضيف المحاضر الدكتور سيد محمد ولد اجيد الملقب (النمين) خلاصة مقتضبة لما تم تناوله في الحلقة الاولى قال فيها: ان الجريمة ظاهرة بشرية كونية، حضرية و اجتماعية معقدة، و مركبة، تتداخل فيها الكثير من المعطيات، و من ثم باتت عصية على المقاربات،و صعبة الاحتواء و من الصعبدالقضاء عليها بالمطلق.

و أضاف الضيف: إن هذه الجرائم قد تتسع دائرتها، أو تظهر بأثواب جديدة غير مسبوقة ، و هو ما يجعل ردة الفعل عليها تكون مختلفة، مبرزا انه من مواطن القصور الملاحظة في السابق غياب المتابعة في البحث و الدراسة، و التمحيص،و تشخيص العوامل، و ترقية المقاربات الكفيلة باحتواء الظاهرة، على ان ما يحصل هو ردات فعل على جرائم بشعة، سرعان ما تنسى، و لا يتم الحديث عنها مطلقا،و هو ما نأمل ان يتم تجاوزه هذه المرة.

و بخصوص العوامل المؤدية الى حدوث هذه الجرائم عدد الباحث و الدكتور ولد اجيد العديد من الاسباب الموضوعية و الذاتية منها:

- الخصاص التربوي، و ضعف التنشئة الاجتماعية في ظل قصور و تقاصر دور الاسرة و المؤسسات التربوية، و مؤسسات التوجيه و الإرشاد داخل المجتمع، مما يجعل اغلب الشباب يعيش حالة من الضياع بفعل فقدان السند الاسري ، و الانفتاح على مغريات العولمة، و الانغماس في شبكات التواصل الاجتماعي.

- غياب القدوة، و انتشار الفقر و الحرمان، و التسرب المدرسي ، و انتشار المخدرات و تعاطي المسكرات العقلية، كل هذه العوامل و غيرها تلعب بطريقة او بأخرى دورا كبيرا في انتشار الجريمة في الوسط الحضري، خاصة في ضوء غياب الضغط الاجتماعي التقليدي  و ضعف الضغط الاجتماعي الرسمي.

اما بخصوص المقاربات او الحلول التي يتم تلمسها للحد من هذه الجرائم فأوضح الدكتور انه ينبغي في المقام التركيز على عدة أمور من بينها:

- الاهتمام بالشباب، و بدعم الاسرة حتى تكون فادرة على تربية النشء ماديا ومعنويا، و كذلك الاهتمام بالمقاربات التربويةً الناجعة حتى تكون المدرسة قادرة على استقطاب النشء ،و توجيهه و ضبط سلوكه.- دعم منظمات وهيئات المجتمع المدني وتوجيهها للانخراط بحيوية في ديناميكية تأطير الشباب وتيسير سبل اندماجه السلس بالمجتمع من جهة، والاهتمام بإعادة تأهيل ذوي السوابق من المجرمين والحيلولة دون عودهم للجريمة. وتحفيز التخصص لدى البعض منهم في هذا المنوال.

- الاهتمام بمجموعات وتجمعات وشلل الشباب التي تتخذ طابع التمايز عن غيرهم من الشباب من  حيث الهندام  والمظهر العام والسلوك ونمط الحياة، بغض النظر عن الأوصاف والمسميات، للتواصل والحوار سبيلا للإرشاد والتأطير  والتهذيب، والحيلولة دون تحولها إلى بيئات مناسبة لنمو الانحراف والجريمة.

- العمل على وضع آليات فنية وعملية تمكن أسر الشباب الهش المهدد بالوقوع في براثين الانحراف والجريمة من الاستفادة الفورية والقصوى من الاستشارة والعم والمؤازرة من جهة والحيلولة دون ان تشكل تلك الأسر حاضنة اجتماعية لاواعية لانجرافهم الفعلي في ذلك الوحل.

 

- الاهتمام بالوقت الثالث لدى الشباب من خلال توفير فضاءات كفيلة بملء فراغه، و إتاحة الفرصة لتفريغ طاقاته، و الاهتمام بدمجه في الحياة النشطة و تجنيبه العواقب الوخيمة للبطالة.

- تحسين الظروف العامة للمواطنين، و الاسرة بشكل خاص ، هذا مع ترقية المدرسة حتى   تكون قادرة على تربية النشء، و تأطيره ، و مده بما هو ضروري للاندماج داخل المجتمع، و ترقية التكافل الاجتماعي الذي هو مدخل من مداخل احساس الشخص بالأمن و الأمان ، و السلام و الوئام مع مجتمعه.

- الابتعاد عن الاستغلال السياسي لهذه الحوادث الاجرامية التي يتخذها البعض - للاسف- فرصة لتأجيج المشاعر او الدفع نحو النعرات الفئوية او الشرائحية ، و غير ذلك من السياقات التي تزيد من صعوبة محاربة الجريمة و الحد منها.

- ضرورة تكثيف الجهود، و التعاطي مع هذه القضايا بكل تجرد  و موضوعية و انخراط الجميع في محاولة الحد منها.

- ادارك ان ما نحن فيه ليس وليد الصدفة، و انما هو بفعل تراكم الخلل و القصور، و التقصير على مستوى الكثير من المواضيع الاجتماعية، و لا يمكن التغلب عليه في لحظة، او بومضة، و انما يتطلب الامر عملا جادا و مسؤولا تتكامل فيه الجهود في شكل نسقي يأخذ مديات زمنية كافية حتى يؤتي أكله.

- الرفع من مستوى الوعي المدني، و الاجتماعي، و الحس الأمني لدى المواطنين و ترقية الفضاءات الحضرية الهشة.

- الوقاية من الجريمة، و العمل على منع وقوعها من خلال انشاء اطر اجتماعية جديدة على مستوى الحضر ،كمجالس على مستوى الأحياء يتم عبرها تنسيق الجهود و تقوية الترابط بين الجيران في الحي الواحد للحماية، و الرعاية الذاتية في ظل صلة قوية و مباشرة الجهات الامنية المسؤولة في المقاطعة او البلدية.

و على مستوى  ولاية لعصابه دعا الدكتور سيد محمد ولد اجيد الى التفكير في مقاربات و مبادرات محلية تضطلع فيها النخبة، و خاصة الشباب بدورها، و تتكامل فيها الجهود للرفع من مستوى الوقاية و حماية الشباب، و منعه من الانحراف و الانجراف نحو تعاطي المخدرات و المسكرات العقليه و تطور سلوكه العدواني اتجاه المجتمع.

- دعم واحتضان الحركة الجمعوية الشبابية وتعزيز قدراتها وترقية مهاراتها والدفع بالشباب للانخراط الواسع بها، واشراكها في جهود الوقاية من الجريمة من جهة، والمساهمة الفاعلة في التنمية المحلية.

- تشكيل لجان رقابية تمثل فيها جميع الأطراف الفاعلة في المجتمع على مستوى الاحياء( أئمة مساجد- مستشارين بلديين - جمعيات شبابية - مجتمع مدني - اجهزة أمنية)لتبادل المعلومات ، و تقييم الوضعية الامنية ،و مدى نجاعة المقاربة الامنية ،و خاصة سرعة التدخل و النجدة عند حدوث الجريمة .

تنظيم منتديات فكرية و علمية ،للنقاش حول الجريمة في المجتمع ،و تلمس استراتجية مندمجة للحد منها، لدراسة الواقع الجديد بمشاركة الجميع،و تقديم حلول جماعية،ذلك ان المقاربات الامنية البحتة لوحدها لا تجدي نفعا،في ظل تفاقم الجريمة الذي وصلنا اليه،وحدة الجرائم و ضياع الشباب.

و في نهاية هذه الحلقة الحوارية شكر الدكتور القيمين على منبر تنمية لعصابه على جهودهم في سبيل توعية المجتمع و الدفع اتجاه تنميته،. 

 

اعداد : المشرف العام على منبر تنمية لعصابه

المفتش : عال ولد يعقوب

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT