ما دوافع قرار دول خليجية بسحب سفرائها من الدوحة؟
إعلان ثلاث دول خليجية أعضاء بمجلس التعاون الخليجي سحب سفرائها من دولة قطر أثار موجة من التعليقات وردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي كما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء الإعلان الذي جاء مفاجئا للعديد من المتابعين للشأن الخليجي والذين لم يتوقعوا وصول الأمور لهذه الدرجة رغم إدراك حالة التوتر التي كانت تمر بها العلاقات بين قطر وهذه الدول خلال الفترة الأخيرة.
ووفقا لمصدر سعودي فإن قطع العلاقات جاء بسبب "عدم التزام الدوحة بمقررات تم التوافق عليها سابقا" كما أشار بيان للدول الثلاثة إلى أنها اتخذت القرار بعد فشل جهودها في إقناع قطر بالالتزام بما أسمته مبادئ ميثاق مجلس التعاون وأنها "اضطرت للبدء في اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية أمنها واستقرارها وذلك بسحب سفرائها من قطر اعتبارا من اليوم".
وتشير مصادر خليجية إلى أن الخلاف يتركز بشكل أساسي حول الملف المصري رغم أن بيان الدول الخليجية الثلاث لم يشر إلى ذلك بوضوح. لكنه يشمل أيضا خلافا بشأن عدة قضايا إقليمية أخرى من بينها الملف السوري والعلاقات مع إيران وتركيا .
ويشكل دعم قطر الواضح لجماعة الإخوان المسلمين في مصر ومناهضتها لما شهدته مصر في الثلاثين من يونيو من العام الماضي من الإطاحة بالرئيس المصري المنتخب وعزله من قبل الجيش يشكل نقطة خلاف كبيرة بين قطر والدول الثلاث التي تؤيد ما فعله الجيش المصري كما توفر للسلطة الحالية في مصر دعما ماليا متواصلا.
وتشتكي السلطات المصرية الحالية من استهداف قطر للنظام الجديد في مصر من خلال قناة الجزيرة الفضائية التي تبث من الدوحة والتي تخصص قناة للشأن المصري تحت اسم الجزيرة مباشر مصر ويتهمها النظام المصري بتأليب الرأي العام ضده.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد استدعت سفيرها من قطر في الثاني من فبراير /شباط الماضي احتجاجا على تعليقات وردت في خطبة للجمعة ألقاها الداعية الاسلامي المعروف والمثير للجدل الشيخ يوسف القرضاوي الذي يقيم في الدوحة والتي اتهم فيها الإمارات بأنها " تقف ضد أي حكم إسلامي، وتسجن المتعاطفين معه"
على الجانب الآخر كانت الأنباء قد تحدثت عن جهود وساطة مكثفة يبذلها أمير الكويت لتهدئة الاوضاع المتوترة بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر.
المصدر: b b c