أزمة جديدة بين موريتانيا، والمغرب بطعم الخضار
كشفت مصادر نقابية من المكتب الجهوي للنقل بالجنوب المغربي أن المصالح الأمنية الموريتانية، سواء منها الدرك أو الشرطة، دشنت في الآونة الأخيرة حملة مسعورة ضد سائقي شاحنات الوزن الثقيل التي تدخل التراب الموريتاني، في خطوة تصعيدية غير مسبوقة. وذكرت المصادر ذاتها أن السائقين المغاربة يتعرضون للابتزاز والمضايقات وتحرير مخالفات وهمية، الأمر الذي ينافي القوانين الجاري بها العمل على تراب هذا البلد.
وحسب شهادات متطابقة استقتها «المساء» من بعض السائقين، فإن هؤلاء أضحوا تحت رحمة رجال الأمن الموريتانيين الذي يفرضون عليهم مجموعة من الإتاوات، دون أن يتلقوا في مقابلها أي وصل أو وثيقة تؤكد أنها من الرسوم القانونية والتي تقابل المخالفات التي يتهمون بها، حيث يتم توقيف شاحنات الوزن الثقيل ويطلب من السائق أن يركن الشاحنة على قارعة الطريق، دون الانتباه إلى ما يشكله ذلك من خطورة على توازن الشاحنة وكذا خطر علقها في الرمال، على اعتبار أن جوانب الطرقات داخل هذا البلد غير مهيأة لوقوف شاحنات من هذا الحجم.
وأضافت الشهادات ذاتها أنه يتم إجبار السائقين المغاربة على أداء مبلغ 3000 أوقية موريتانية، أي ما يعادل 1000 درهم مغربية، بغض النظر عن الحمولة، حيث يتم اتهام السائقين المغاربة بالحمولة الزائدة بشكل دائم، كما أنهم لا يستفيدون من التأمين داخل التراب الموريتاني بسبب غياب أي اتفاقيات بين البلدين تضمن لهم عدم أداء أقساط أخرى مضاعفة.
وشددت المصادر نفسها على أنه تم توجيه رسالة في الموضوع إلى وزير التجهيز والنقل تحمل توقيع ما يقارب 170 سائقا يطالبون من خلال هذه الرسالة بضرورة التدخل لدى السلطات الموريتانية من أجل الحد من التعسفات التي يتعرض لها السائقون المغاربة من طرف رجال الأمن الموريتانيين. حيث يجبرون على أداء إتاوات تصل أحيانا إلى 2000 درهم في كل الحواجز الأمنية التي يجدونها على طول مسافة تصل إلى 900 كيلومتر ذهابا وإيابا.
وذكرت الشهادات ذاتها أن أحد السائقين أركب سيدة رفقة اثنين من أبنائها من أجل إيصالها إلى عائلتها في المغرب، فتم احتجازها داخل أحد مخافر الدرك وتم منعها من مرافقة سائق الشاحنة الذي كانت برفقته بدعوى أنه لا يحق له نقل الأشخاص وطلبوا منه أن يتركها بالمخفر إلى حين إعادتها إلى نواكشوط، وبدأت السيدة تصرخ وتتوسل إلى الدركيين إلى أن سمحوا لها بمرافقة السائق الذي أوصلها إلى أهلها بمدينة العيون.
المصدر: صحيفة المساء المغربية