بعد المشرق.. الخلافات تعصف بالمغرب العربي
ربما لم يكن أكثر المتشائمين تشاؤما يتوقع أن تؤول العلاقات العربية- العربية إلى ما ءالت إليه اليوم من تدهور، فبدل مصطلحات الوحدة العربية، والتكامل، والاندماج، والتعاون، باتت المصطلحات المتداولة توتر، واتهامات، وتخوين متبادل.
فالمشرق العربي تعصف به أزمة سوريا، التي جعلت دول جوارها أعداء لها، وبعضهم أعداء بعض، وجاءت أزمة دول الخليج لتعمق الشرخ بين مكونات الأمة العربية، فباتت السعودية، والإمارات، والبحرين في كفة، وقطر في كفة، والكويت، وسلطنة عمان في منزلة بين المنزلتين.
ويبدو أن المغرب العربي لم يكن أفضل حالا من المشرق العربي، فعلاوة على الخلاف التقليدي، والحرب الباردة بين الدولتين الأكبر: الجزائر، والمغرب، باتت علاقة موريتانيا، والمغرب حديث الصحافة في البلدين، ومؤشرات التوتر لا تخطؤها عين، رغم عدم الاعتراف الرسمي بوجود أزمة، لكن الأكيد أن سفارة موريتانيا في الرباط اليوم شبه مغلقة.
أما ليبيا فتحث الخطى لتصبح دولة فاشلة، تحل فيها الميليشيا محل الدولة، لتبقى تونس – مهد الثورات العربية- النقطة المضيئة الوحيدة في نهاية النفق.
أم العرب – أو أم الدنيا- مصر تبدو أبعد ما تكون عن الاستقرار، بل إن مصر تحولت من لعب دور القائد، إلى دور المفرق، فمعظم خلافات العرب مردها إلى الموقف من الوضع في مصر.
وفي هذا المشهد الملبد بغيوم التوتر يستعد العرب لعقد قمتهم السنوية في الكويت بعد نحو أسبوعين فقط، قمة قد يكون مجرد انعقادها نتيجة في حد ذاته، وقد تتحول إلى اجتماع على مستوى الوزراء بدل قمة عربية.