عبد الله ولد السيد: حزب تواصل خاص بالإخوان، ومغلق عليهم
أعلن عبد الله ولد السيد رئيس مبادرة لم الشمل انسحابه من جزب تواصل، مبررا ذلك بأنه حزب خاص بالإخوان المسلمين، ومغلق عليهم، وأصدر ولد السيد البيان التالي:
في السابع والعشرين نوفمبر 2012، أعلنت، ضمن مبادرة التسامح ولم الشمل التي تضم تيارا واسعا من أطر الساحة التيجانية، انضمامي لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل"، تقديرا منا للبرنامج السياسي وللمشروع المجتمعي الذي يبشر به هذا الحزب.
و كما أوضحنا في البيان الذي أصدرناه ذلك التاريخ، فقد كان هدفنا من وراء هذا الانضمام، مع أنه لم يكن الخيار الوحيد المتاح لنا تاريخئذ، هو "التنسيق مع هذا الحزب لبناء إطار سياسي واسع يضمن الخروج من خنادق الرؤى الضيقة والأحكام المعلبة الجاهزة إلى فضاء واسع من الحوار والتعاون والتنسيق".
وبعد سنة ونصف من هذه التجربة، قمت اعتمادا على استقراءاتي وبناء على خلاصة لمشاورات واسعة على مستوى ساحتنا بنطاقيها الخاص والعام، بمراجعة لظروف انضمامنا لهذا الحزب، لتحديد ما إذا كان الاستمرار في العمل السياسي داخله مفيدا ومحققا لأهدافنا فنتوسع فيه وننشط، أو كان غير محقق لذلك فتغير الوسائل حفاظا على الوقت الثمين. ومع الأسف أثبتت المراجعة عدم جدوائية الاستمرار في العمل السياسي من داخل هذا الحزب وهو ما تثبته الاستنتاجات والملاحظات التالية التي أسوقها بكل إخلاص:
1- لم يبذل الحزب الجهد اللازم في احتضان واستيعاب مجموعة نوعية كمجموعتنا المنبثقة من ساحة كبرى لها تاريخها الطويل في الدعوة وإسهامها المشهود في الإشعاع الروحي لموريتانيا عبر العالم، ولها دورها الماثل في الدعوة اليوم، ولها رؤاها وطموحاتها في حاضر ومستقبل الشأن العام.
لقد اكتفى الحزب إثر انضمامنا إليه، ب"الامتنان" بعضوية شخصين أو ثلاثة في هيئاته، وتوقف الأمر هناك.
وخاض الحزب الانتخابات البلدية والنيابية، التي فضلت شخصيا التغيب عنها خارج الوطن لما اطلعت على خفاياها؛ وغاب في هذا الاستحقاق التحلي بمحمدة "ويؤثرون على أنفسهم" مع أن ظهور الحزب بواجهة متنوعة يفرض على قيادة حزب يقظ ومهتم، مهما قل في نظرها عددنا واستقلت عدتنا، أن تبذل جهدا استثنائيا حتى يكون واحدا على الأقل من قياديي مبادرة لم الشمل حاضرا بين منتخبيه بطريقة عادية وسلسة..
رغم وجاهة كل هذا فلم يحصل شيء من ذلك، وفشل ما قيم به من محاولات في هذا الصدد.
2- أن حزب "تواصل" وهذا حق لمؤسسيه، حزب خاص ومخصوص بنشطاء حركة الإخوان المسلمين وحدهم وهو مغلق عليهم بإحكام، ولا يمكن لغيرهم أو لمن يتصف بأوصافنا، مهما بذل من جهد واتصف به من إخلاص، ومهما طالت فترة نضاله، أن يحصل على الأهلية التي تجعله مساويا لغيره من الأعضاء.
3- ارتباط حزب التجمع الوطني سياسيا بالتنظيم الدولي لحركة الإخوان المسلمين، وهو ما يتعارض، حسب تقديراتنا مع الطابع المحلي والوطني للحزب الذي يشكل أساسا هاما من أساسات انخراطنا في صفوفه.
فإذا كنا مستعدين للتضحية في سبيل وجود وبرامج حزب التجمع بوصفه تشكلة سياسية وطنية، فلسنا كحركيي الإخوان المؤدلجين المستعدين لتحمل تبعات العضوية في حزب له صلاته الخفية والمعلنة بتنظيم دولي نجهل خلفياته وخلفيات صراعاته مع بلدان عديدة.
لهذه الأسباب مجتمعة ولأسباب خاصة أخرى، استخرت الله وقررت الاستقالة من عضوية التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" بما في ذلك الاستقالة من مكتبه السياسي وعضوية أمانته الوطنية المكلفة بالإعلام، حاملا معي الأهداف الإسلامية والوطنية التي هي أهدافي وأهداف مجموعة التسامح ولم الشمل والتي سأظل أناضل من أجل تحقيقها بالطرق المضمونة وفي المواقع المناسبة. والله من وراء القصد.
عبد الله السيد مولو د فال
رئيس مبادرة التسامح لم الشمل