استقالة فدرالي حزب حاتم في إينشيري(الأسباب)
أعلن اتحادي حزب حاتم بولاية إينشير استقالته من الحزب، بسبب انحياز الحزب لطرف المعارضة المتطرفة في موقفها، وتخليه عن موقف الوسط، كما جاء في بيان الاستقالة:
بسم الله لرحمن الرحيم
- حزب حاتم اتحادية ينشيري
- الاتحادي: محمد ولد محمد عبد الله ولد حيلاهي
لم أنتسب يوما من الأيام إلى حزب سياسي فى الساحة الوطنية إلا حزب حاتم، ذلك أني كنت أري فيه وجودي الحقيقي و فكري المعارض حتى النخاع.
و قبل أن تتبلور فكرة الحزب كان صدي تلك الطلقات النارية أيام الانقلاب كرنات القيثارة تلامس وجداني، فقد اعتبرت حينها قادة الانقلاب ثوارا مخلصين و زعماء فريدين قذفت بهم مآسي المجتمع إلى ركوب الخطر منطلقين من قول الشاعر الثائر:
سأحمل روحي عل راحتــــــــــــي ... و ألقي بها فى مهاوي الـــــــــــــــــــــــردي
فإما حياة تـــســر الصديـــــــــــــق ... و إما ممات يغيظ العـــــــــــــــــــــــــــــدي
و طيلة سنوات الغربة على الأبطال كان الحزن و الكمد يبدوان من وجهي كما لو كنت واحدا منهم لئلا أقول من ذويهم ...
تغيرت الأحوال و عاد الرموز لتمتلئ النفس شعورا دافقا و ينبت الأمل من جديد، و هكذا شكل فرسان التغيير حزب النخوة و الكرامة و الوطنية على الأقل فى نظري المتواضع، فحسبت الزمن لحظات و يستحوذ هؤلاء على قلوب الناخبين. لذا انضممت مبكرا مع جماعة عملت على إقناعها بالصورة الناصعة التى أراها، لكن و كما يقال ـ تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن ـ فلم يكن البنيان مرصوصا يشد بعضه بعضا، فتلاحقت الانشقاقات داخل صفوف الفرسان و خلت ذلك عملا استخباراتيا يهدف إلى كسر شوكة الضباط الأحرار.
بيد أني واصلت عملي الحزبي بكل قناعة رغم ما يشاع هنا و هناك و لم أقصر يوما من الأيام ـ لا ماديا و لا معنويا ـ حيث تحملت أعباء تأجير مقر لشهور عدة ناهيك عن استقبال أعلي سلطة فى الحزب على نفقتي الخاصة و لمرتين متتاليتين، رغم هذا المجهود و رغم أشياء أخري أدليت بها أمام المجلس الوطني قبل الأخير ـ الذى أنا عضو فيه ـ فى مأدبة غداء فى منزل السيد صالح ولد حنن رئيس الحزب و نظرا لوشائج العلاقات و حميمية اللقاء و نظرا لقولهم يمشي عن الدار من لم يحرق الزرابا فإنني أترك لنفسي كنز المآخذ على الرفاف مطمورا. لكن مما لا يمكن السكوت عليه فى عصر شعاره الديمقراطية و التناوب السلمي على السلطة و هو مطلب نخبوي منذ دخول المستعمر إلى الآن.
أن تقوم أحزاب تري نفسها عريقة فى النضال السياسي بدعوة الرحيل فى وقت عاشت هذه الأحزاب ليلا أليليا سامها بالعذاب فى فترات أحكام سابقة و لم ترفع هذا الشعار.
لقد كان الحزب الذى انضممت إليه حزبا وسطيا عمل مرارا على رأب الصدع أيام الانقلاب الأخير "التصحيح" و كنا مجلسه الوطني نحمل الفكرة أن ما وقع لا يمكن تلافيه و إنما يجب تخطيه و معالجته. و كان الرئيس يجري يومها اتصالات مكوكية مع قادة الرأي من أجل تجاوز تلك العقبة و لا غرو أن يسلك هذا النهج بوصفه يمثل فكرا قوميا ذا مرجعية إسلامية و من هذا المنطلق و هذه الرؤية استغرب انجرافه وراء أطروحات الأحزاب الأخرى الداعية للرحيل و التى قد تكون لها مآرب أخري لا تخدم الأمن و الاستقرار و ربما تكون مرتبطة بأجندة أخري.
إن الرحيل مناف لأسلوب الديمقراطية و تحكيم صناديق الاقتراع حتى و إن نجح فى بعض البلدان، لكن تبقى الخصوصية للأمم و المجتمعات فى التعاطي مع هذا الموقف.
و المؤسف أن من بين من يحملون هذا الشعار من تقلدوا مناصب سامية فى الدولة. و السؤال المطروح : هل كان هؤلاء يحبون هذا الطرح فى زمنهم ؟؟؟ و ما هو أسلوب التعاطي معه إن كان وقع ؟؟؟
لقد كان شعار الثورة فى مصر هو الرحيل و قد رحل من طلب ترحيله لكن ذلك لم يخمد ألسنة المطالبين بالرحيل ليظل المصريون فى دوامة العنف و العنف المضاد و هذا ما لا نرجوه لبلدنا الهش اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا.
إن من يريد الخير لهذا الشعب و يهتم بمصلحته العليا يجب أن يضع نصب عينيه الاستقرار و الأمن و التضامن و الوحدة.
و لعمري لولا أضلاع هذا المربع المتمثل في : رئيس الجمهورية، رئيس حزب الوئام، رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي و رئيس حزب الصواب لعصفت بهذا البلد رياح الفوضى و الأزمات و لكنا حديث الساعة بالنسبة للإعلام، غير أن ما تحلى به هؤلاء من الحكمة و الوطنية و بعد النظر كان له الأثر البالغ في سير عملية البناء و النماء.
و الله الموفق
اكجوجت بتاريخ:12 مارس 2014