موريتانيا: ثلاث قضايا بارزة يتعين على كل مترشح للرئاسة تحديد موقفه منها(خاص)
تسارعت وتيرة التحضيرات السياسية للانتخابات الرئاسية المقررة بعد أسابيع في موريتانيا، وكادت تشكيلة المترشحين تأخذ شكلها النهائي، وعقد معظم المترشحين مهرجاناتهم لإعلان الترشح، وكثفوا اتصالاتهم بالقوى السياسية، ولئن كانت الأسماء باتت معروفة للجميع، إلا أن البرامج الانتخابية لا تزال يشوبها الغموض، باستثناء وعود عامة فضفاضة بتحسين ظروف المواطنين، ولكن دون تقديم وعود محددة قابلة للتطبيق، ويمكن محاسبة المترشح عليها حال فوزه، ويرى مراقبون أن هناك ثلاث قضايا بارزة يتعين على كل مترشح للرئاسة أن يوضح موقفه منها للشعب خلال الحملة الانتخابية، وكيف سيتصرف معها في حال فوزه بالرئاسة، لأنها قضايا ملحة، تفرض نفسها بقوة، والغموض بشأنها غير مقبول من طرف الشعب، وهي:
ديون الشيخ الرضى..
باتت أزمة ديون الشيخ الرضى كابوسا يؤرق الجميع، ليس فقط المعنيين بها مباشرة، بل تؤرق الدولة - بتهديدها للأمن-، وتؤرق الشعب، وتشد انتباهه، بالنظر لصعوبة حل هذه الأزمة، وتشابكها، ولكونها تمس مباشرة آلاف الأسر، وربما تمتد تداعياتها لتؤثر على عشرات الآلاف من المواطنين، ويتعين على كل مترشح للرئاسة أن يوضح للشعب كيف سيتصرف مع هذه الأزمة، وما رؤيته لحلها، أم أنه سيتجاهلها تماما..
ملف ولد امخيطير..
على الرغم من أن هذا الموضوع تم عرضه على القضاء، وقال كلمته بحكم يقضي بالإفراج عن ولد امخيطير، إلا أن السلطات لم تطلق سراحه خوفا من غضب الشعب، وصرح رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز في مؤتمر صحفي أن الدولة تحتفظ بولد امخيطير في مكان آمن، ويتعين على المترشحين للرئاسة أن يوضحوا للشعب كيف سيتصرفون مع هذا الموضوع، هل سيطبقون قرار محكمة انواذيبو القاضي بإطلاق سراح ولد امخيطير، أم سيطبقون مطالب العديد من السكان بمعاقبته أقسى عقوبة وقد تصل الإعدام، أم سيتركونه في وضعه الحالي..
الموضوع الثالث هو: موقف موريتانيا من الصراع العربي - العربي..
يتعين على المترشحين للرئاسة أن يوضحوا للشعب ملامح سياستهم الخارجية، وكيف سيكون موقف موريتانيا في حال نجاحهم، وهل ستستمر موريتانيا في الانحياز لموقف محور السعودية، أم ستنحاز لقطر، أم ستنأى موريتانيا بنفسها عن هذا الصراع لتكون على مسافة من الجميع ؟؟.
يرى مراقبون أن أي مرشح للرئاسة يسعى لكسب أصوات الناخبين عليه أن يقدم رؤية واضحة للتعامل مع هذه القضايا الثلاثة، والمرشح الذي سيكون مقنعا للشعب في مقاربته لهذه القضايا ستكون حظوظه أكبر في الفوز.