(الوسط) ينشرخطاب ولد عبد العزيز بمناسبة تخليد الذكرى 51 للوحدة الإفريقية
وجه رئيس الإتحاد الإفريقي رئيس الدولة الموريتانية هذا المساء خطابا إلى الشعوب الإفريقية ذكر فيه بالدور الكبير الذي لعبه الآباء المؤسسون للقارة الإفريقية، وحث فيه على ضرورة المحافظة على وحدة الشعوب لرفع جميع التحديات التي تواجه الاتحاد الإفريقي
نص الخطاب
أصحاب الفخامة سيداتي سادتي رؤساء الدول والحكومات الإفريقية،
سيداتي، سادتي مواطنات و مواطني القارة
تخلد قارتنا إفريقيا، اليوم 25 مايو 2014، الذكرى الواحدة والخمسين لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية التي أصبحت الاتحاد الإفريقي.
وبهذه المناسبة السعيدة يطيب لي أن أتوجه بأحر الهانئ وأطيب التمنيات إلى جميع بنات وأبناء قارتنا العزيزة.
وأغتنم هذه الفرصة التاريخية للتعبير عن ما نكنه من تقدير واحترام للآباء المؤسسين على الإنجاز العظيم الذي حققوه وما بذلوه من جهود جبارة من أجل تقدم وحدة شعوب إفريقيا.
كما نحيي بحرارة هؤلاء الآباء على ماوضعوه من أسس متينة للتعاون بين شعوبنا والرفع من شأن قارتنا لتحتل المكانة اللائقة بها بين الأمم.
إن من حقنا اليوم أن نكون سعداء بحصيلة إنجازات منظمتنا القارية، والتي من أهمها تخلص شعوب القارة من هيمنة الاستعمار وقبضة نظام التمييز العنصري(لابرتيد)البغيض.
أصحاب الفخامة
سيداتي، سادتي
لقد عملت منظمتنا منذ إنشائها على ترجمة وعي أبنائها العميق بوحدة مصيرهم وحاجتهم إلى بناء إفريقيا قوية موحدة تتطلع إلى تحقيق التقدم والرخاء لشعوبها.
ونحن مرتاحون اليوم لما تحقق من مكاسب لامراء فيها في مجال الديمقراطية كما نهنئ أنفسنا على الجهود التي تم بذلها لترقية ودعم دولة القانون وانتهاج الحكم الرشيد.
وفي هذا المقام لا يفوتني أن أحيي الدور الكبير والحاسم للمرأة الإفريقية التي ساهمت بجد وتفان من خلال حملها مشعل الكفاح من أجل الحرية وترقية حقوق الإنسان.
إن إفريقيا - وهذا مصدر فخر لنا جميعا - حققت تقدما كبيرا على طريق التنمية المستدامة إذسجلت نسب نمو معتبرة وشعارنا من الآن هو تحقيق الاندماج القاري.
إن إفريقيا قارة جد غنية وفتية لها مقدرات هائلة، مما يشكل عامل دفع وازدهار للمجموعات الإقليمية الاقتصادية التي شهدت تحسنا متزايدا في أدائها من شأنه أن يشجع قيام منطقة قارية للتبادل الحرقوية بعدد مستهلكيها البالغ أكثر من مليار.
إن تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء وتحقيق التنمية الزراعية والصناعية ومحاربة الفقر وسوء التغذية تظل أهدافا لا بد لمنظمتنا من بلوغها من أجل ضمان رفاه شعوبنا وضمان أمننا الغذائي.
والشعار الذي أقرته قمتنا والمتمثل في اعتبار هذه السنة "سنة للزراعة والأمن الغذائي" يجسد المكانة الحيوية للزراعة إشكالية التنمية.
سيداتي، سادتي
إن الحفاظ على النجاحات السياسية والاقتصادية التي حققناها يتطلب استتباب السلم والأمن: فالنزاعات والإرهاب والجريمة العابرة للحدود تشكل جميعها تهديدا مقلقا لعدد من دولنا.
وفي هذاالصدد ندين بكل قوة اختطاف التلميذات البريئات في نيجريا ونطالب بإلحاح بإطلاق سراحهن وبسرعة دون قيدأو شرط.
فمثل هذه الممارسات يتنافى كليا ومبادئ الإسلام، دين التسامح والمحبة والسلام.
إن الأوضاع الصعبة في كل من مالي ونيجيريا وجمهورية جنوب إفريقيا والصومال وجنوب السودان وليبيا تدعونا للعمل معا وتستحق مناكل العناية في الوقت الذي نعبر فيه عن ارتياحنا للتطور الإيجابي للوضع في البحيرات الكبرى.
كما نسجل بارتياح أيضا التقدم المسجل في تنفيذ منظومة السلام والأمن خاصة فيما يتعلق بالقدرات الإفريقية للرد السريع على الأزمات والتطور الجيد الحاصل في مسلسل نواكشوط.
فإفريقيا تعول على شركائها في المساعدة على رفع تحديات التخلف وفي هذا الصدد من الضروري إدخال إصلاحات على نظام الأمم المتحدة تأخذ في الاعتبار دور وثقل القارة الإفريقية.
أصحاب الفخامة
سيداتي، سادتي
لاشك أن الجهود المتواصلة التي قيم بها على مستوى القارة قد حسنت بصورة ملحوظة من مؤشرات التنمية مع الحاجة طبعا إلى المزيد من العمل لمحاربة الأمراض الوبائية والحد من البطالة والفقر خاصة في صفوف النساء والشباب.
كما يجب علينا أن نعمل على تحديث البنيات الأساسية وننتهج التسيير المعقلن ونعيد تثمين مصادرنا الطبيعية ونستثمر أكثر في مجالات التهذيب والتكوين والعلوم والتكنولوجيا والبحث.
أصحاب الفخامة،
سيداتي، سادتي
وأخيرا فإنني أوجه نداء حارا إلى كل بنات وأبناء إفريقيا لتحمل مسؤولياتهم كل من موقعه من أجل رفع التحديات التي تواجهها القارة والمساهمة الفاعلة في تنفيذ أجندة مابعد 2015 للتنمية طبقا لرؤيتنا لإفريقيا 2063.
عاش الاتحاد الإفريقي
عاش التضامن الأفريقي
وأشكركم"