إنصافيون بوظائفهم،مغاضبون في قلوبهم (رأي حر)
يرى البعض من المتابعين والمهتمين للشأن السياسي في البلد أن ترشيحات حزب الإنصاف الأخيرة أبانت عجزا واضحا للقيادة الحالية للحزب في تسيير مرحلة حاسمة في مستقبل النظام الحاكم، و تماسك الأغلبية الداعمة له، فنظرة بسيطة إلى لوائح الترشيحات توضح تشابها كبيرا بينها و بين الخارطة السياسية المسربة قبل أقل من سنة من الآن من وزارة الداخلية، والتي ارتكبت أخطاء فاضحة منها الخلط المكشوف بين المناضل والمنتسب، والمناصر و المحبذ.
و لم تكن محاولات تلافي ردود الفعل المغاضبة التي تفجرت بعد الإعلان عن الترشيحات بأفضل من الترشيحات نفسها، حيث كان بعضها مستفزا،وبعضها الآخر خجولا، فرغم نداءات،وبيانات المطالبة بالانضباط الحزبي،والتي كان آخرها على موائد الإفطار الرمضانية، حيث روح التسامح غالبة على النفَس السياسي إلا أن الحزب يبدو يوما بعد يوم ضعيفا،ومشتتا مما يعطي الانطباع على أن التصدع و التشرم كان قاتلا.
كتل وازنة، وأحلاف قوية،وشخصيات مرجعية،وموظفون سامون يمتلكون شعبية كبيرة في دوائرهم تم تجاهلهم، والدوس على كرامتهم السياسية فيما يشبه سحق الصراصير من أجل إرضاء نافذين،أو مقربين، ليساقوا مكرهين نحو خيارات لو تجرعوها لقطعت أمعاءهم قبل أن يحاولوا هضمها.
من البديهيات في السياسة " أن للأفراد داخل الأحزاب قدرات وطاقات تحركها طموحات تترجم في أفعال،وأقوال، وتحركات و توقعات تكسب شرعيتها متى كانت تصب في مصلحة الحزب،و تعبر عن إخلاص في القول و العمل من قبل منخرطي الحزب" و هوما حاول حزب الإنصاف تمثيله في اللقاءات التشاورية خلال الفترة التي سبقت الترشيحات، لكن الكولسة اللاحقة،و الانتقائية،و الازدواجية في المعايير أدخلت الحزب في مأزق الانشقاق،و قوضت كل جهود مستقبلية لإعادة التصحيح، فمعظم أطره اليوم يدعون الإنصافية للحفاظ على وظائفهم فهم " أنصافيون فقط في وظافهم، ومغاضبون في قلوبهم التي ستصب جام غضبها لتنتقم لكرامتها، وتحافظ على قواعدها.
أما اليوم و بعد انقضاء ثلث الفترة المخصصة للحملة فإن اجراءات الضغط،و الإكراه التي تمارسها الحكومة بشكل مكشوف، و مفضوح عبر جوقة الوزراء،ورجال الأعمال،و الموظفون السامون لحفظ كرامة الحزب خوفا من الانهيار فهو مجرد دق لآخر مسمار في نعش حزب منهار.
انصافي مغاضب.