كيفه/ عزوف النائب خطري عن الحملة، ثقة بالفوز، أم قناعة بالخسارة؟!(تحليل)
توشك الحملة الانتخابية على الانتهاء، لتضع حرب الدعاية الانتخابية أوزارها، استعدادا ليوم الصمت الانتخابي، لكن بعض المرشحين في مقاطعة كيفه دخل هذا الصمت الانتخابي منذ افتتاح الحملة، ولم يسجل له حضور يذكر في أنشطة الحملة، من سهرات، ومهرجانات، ولقاءات، النائب الحالي خطري الشيخ محمود مثال ساطع على ذلك، فالرجل يكتفي بالتفرج - تقريبا- على أنشطة منافسيه، بينما يكتفي هو بالحضور شخصيا لبعض الفعاليات التي ينظمها موالون لحزب الإنصاف إذا تمت دعوته لها، وفي معظم الحالات لا يحضر أصلا.
عزوف النائب خطري محمود عن تنظيم المهرجانات، والسهرات الانتخابية والحضور الفعال في الحملة كما يفعل كل منافسيه، فسره البعض باحتمالين لا ثالث لهما، إما أن خطري لديه قناعة راسخة بأنه سيفوز حتما بأحد مقاعد مقاطعة كيفه في الجمعية الوطنية، ولو كان في ذيل الترتيب، وما دام الفوز مضمونا فلا داعي لإنفاق المال والجهد في حملة انتخابية مرهقة وصعبة، والاحتمال الثاني أن السيد خطر تولدت لديه قناعة راسخة بحتمية خسارة مقعده في الجمعية الوطنية، لعدة أسباب، بعضها معلوم للجميع، وبعضها يعرفه السيد خطري أكثر من غيره، وما دامت الخسارة حتمية، فمن الأفضل عدم إهدار المزيد من المال في معركة خاسرة في نهاية المطاف، خاصة أن الرجل تاجر ورجل أعمال يقيم وزنا لحسابات الربح والخسارة بالمعنى المالي.
المفارقة الغريبة التي يلاحظها الجميع، هي أن النائب خطري كان نشطا جدا خلال فترة التسجيل على اللائحة الانتخابية، ومرحلة التصفيات النهائية لاختيار مرشحي حزب الإنصاف، وبذل جهدا ووقتا ومالا بشهادة الجميع، لكنه عزف بشكل واضح عن خوض الحملة الانتخابية، ونُقل عنه قوله إن حملته الانتخابية أنهاها منذ أشهر وأسابيع،في رده على سؤال حول غيابه عن أنشطة الحملة.
للمرة الأولى، بات المراقبون للشأن السياسي المحلي في كيفه يتحدثون بشكل جدي عن احتمال خسارة حزب الإنصاف لمقعده الوحيد في المقاطعة والذي يشغله النائب خطري محمود، وفي حال تمت تلك الخسارة، فالجميع سيحمل السيد خطري جزءا من المسؤولية، لغيابه عن الحملة، وعزوفه عن التواصل مع الجمهور واستغلال مرحلة الدعاية الانتخابية كما يفعل الجميع، وفي انتظار أن تبوح صناديق الاقتراع بسرها، تبقى عين خطري مسلطة على كيفه، وعينه الأخرى على كوروجل، حيث يعتبر نجاح مرشح حزب الإنصاف في البلدية الريفية، لا يقل فداحة ولا كارثية من خسارته هو لمقعده في البرلمان!! وهي تناقضات وحسابات معقدة، أربكت المشهد السياسي في الولاية، وخلطت حسابات الكثيرين، ليس فقط السيد خطري وحده.