فتش عن المال.. هل تستحق بلدية كيفه كل هذا الصراع؟(تحليل)
باتت بلدية كيفه هذه الأيام مثل الفتاة بارعة الجمال، التي يخطب ودها الجميع، ويهيم الكل في حبها، ويضحي بالغالي والنفيس للظفر بها، وهي -أي الفتاة- تتمنع على الكل، رافضة منح إجابة قاطعة عن سؤال .. هل تقبليني زوجا، عفوا عمدة؟؟ باستثناء إشارات هنا وهناك، تتحيح للمتنافسين قراءتها كل من جهته لصالحه، وكأن الحالمين ببلدية كيفه يصدق فيهم القول:
الكل يدعي وصلا بليلى@وليلى لا تقر لهم بذاكا
لكن السؤال اللغز الذي يتبادر إلى أذهان الجميع.. ما سبب كل هذا الإصرار من العمدة الحالي للتمسك بالبلدية رغم كل العروض التي قدمت له، والضغوط التي مورست عليه؟، وفي المقابل ما سر استماتة حزب الإنصاف في انتزاع البلدية من عمدتها مهما كلف ذلك من ثمن؟، الإجابة قطعا لا تجدها في شوارع كيفه، فالأوساخ تزكم أنفك أينما يممت وجهك في مدينة مترامية الأطراف، لكن بالبحث عن العائد المادي لبلدية كيفه تجد الإجابة التي لا يريد المتنافسون الحديث عنها، فهذه البلدية باتت مثل البقرة الحلوب التي تدر أموالا طائلة على من يملكها ويجيد حلبها، ضرائب على كل شي وأي شيء، مشاريع بمئات الملايين يتم تمويلها، وتمويلات ضخمة، وجيش من العاملين الذين لا يمارسون أي نشاط، وبعضهم لا يسكن أصلا في مدينة كيفه، ويتلقى راتبه من ميزانية البلدية، وعقود مشبوهة بأرباح خيالية لا تعود بأي نفع على الساكنة،وتمنح تلك العقود غالبا لأقارب العمدة وخاصته.
موقع الوسط حصل معلومات مفصلة عن التسيير المالي لبلدية كيفه منذ سنوات، حتى قبل تولي العمدة الحالي مهامه، وهي معلومات يحاول المتنافسون على البلدية تجاهلها، والغريب أن العمدة المنتهية ولايته لا يتطرق إليها، كما أن المرشحين الحاليين للبلدية يعزفون عن الخوض فيها، ربما لسعيهم للسير على المنوال ذاته حال فوزهم بالبلدية"المنكوبة"، الأكيد أنه عندما يرفض عمدة منتهية ولايته التخلي عن الترشح رغم المغريات التي قدمت له، ويصر مرشح آخر على انتزاع البلدية رغم الفرص الجيدة المتاحة له، وينفق الطرفان أموالا طائلة للحصول على البلدية، الأكيد أن الصيد ثمين يستحق كل ذلك العناء، ولو كانت المردودية المالية متواضعة لأصبح منصب العمدة مهجورا لا يجد من يترشح له، فهل ستمنح بلدية كيفه نفسها لعمدة جديد على طبق من نار، أم ستتمسك بعمدتها الحالي، بعد أن قلبت نظرها بين مختلف المترشحين لها، ولسان حالها يقول:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى@ ما الحب إلا للحبيب الأول.