وسط حضور جماهيري لا سابق له، مدينة لعيون تعيش أولى ليالي المهرجان(تغطية مصورة)
الزمان،مساء الجمعة -ليل السبت-، فاتح سبتمبر 2023،المكان الملعب البلدي بحي العركوب بمدينة لعيون،المناسبة،حفل افتتاح النسخة الثانية من مهرجان لعيون لتنمية الثقافة والتراث، موعد لم يُخلفه سكان هذه المدينة، بل وغيرها من مختلف مناطق الوطن، أكثر من 15 ألف مواطن غصت بهم مدرجات الملعب وساحته، والمنصة الرسمية، جموع غفيرة توافدت في انتظام وانضباط منذ ساعات المساء الأولى من مختلف الأعمار، ومن الجنسين، أسر بأكملها حضرت مع أطفالها، ليشهدوا الحدث الأبرز في المدينة.وسط أجواء خريفية- أو لنقل خُرافية- وفي ليلة مُقمرة، أخذت فيها الأمطار إجازة مؤقتة، وحل مكانها نسيم عليل، وكأن المناخ لم يشأ تعكير صفو احتفال أهل لعيون وضيوفهم بافتتاح المهرجان.
وسط هذه الأجواء، صدح القارئ،مُرتلا آيات بينات من الذكر الحكيم، إيذانا بافتتاح النسخة الثانية من المهرجان بخير مُفْتَتَح، ليعيش الجمهور بعد الافتتاح الرسمي مباشرة، سهرة فنية متنوعة،تعانق فيها النغم والطربْ، مع جميل الشعر والأدبْ، فكان الجمهور فاعلا ومُتفاعلا، بالاستماع والانتشاء تارة،والتصفيق والحماس تارة أخرى، فنانة لعيون المفضلة علية بنت أعمر تيشيت كانت على الموعد، فغنت للوطن وأبطال مقاومته، وأتحفت الجمهور بمختارات من أجود النغم، وكانت آلة "التيدينيت" العريقة حاضرة في سهرة الافتتاح، فعزف الفنان ماكه ولد دندني آلة التيدينيت،مُمتعا الجمهور بهذا الفن على أصوله، وغنى ببراعة وصوت شجي، جعل الآلاف من الحاضرين يسبحون في عوالم الموسيقى الموريتانية الأصيلة.
ولم تغب معالجة قضايا المجتمع المُلحة عن سهرة الافتتاح، فالهدف -كما قال رئيس المهرجان- ليس مجرد التسلية- فجاء دور فرقة المسرح الشعبي، بقيادة وتأطير المسرحي الشهير بون ولد اميده، وفرقته (شيف، وكوص، وحيبالله)، فعالجت الفرقة المسرحية ظاهرة هجرة الشباب إلى أمريكا بحثا عن عمل، وما تُخلفه تلك الظاهرة من انعكاسات اقتصادية، وثقافية، واجتماعية، ونجحت الفرقة في تقديم أداء مسرحي عالج القضة بسخرية جادة، وارتسمت البسمة على وجود الحاضرين والمشاهدين، فتحققت الإفادة والمتعة.
منظموا المهرجان حرصوا على توفير جو هادئ ومريح لضيوف المهرجان، فاختاروا المكان بدقة (ملعب، فضاء مفتوح) واختار الزمان بعناية (ذروة موسم الخريف)، وأكثر من ذلك، قام المنظمون بتركيب مروحات فوق رؤوس الحاضرين وتوفير مكيفات متنقلة وزعوها على جوانب المنصة، وكأنهم تحسبوا لأي طارئ حتى لو كان ارتفاع درجة الحرارة، لكن الجو كان معتدلا، وانفض جمع السهرة الأولى، على وقع مفاجآت وعد بها المنظمون جمهور المهرجان خلال باقي لياليه.
نشير إلى أن السهرة الأولى شهدت تكريم رئيس المهرجان المخطار ولد مسقارو ولد اغويزي من طرف رئيس مجموعة الحقيقة فقط، وذلك اعترافا بما قدمه رئيس المهرجان من مكاسب لصالح مدينة لعيون، والولاية عموما.
يتواصل..