توصيات عاجلة لإنعاش حملتنا، وإنجاح مرشحنا
حضرتُ افتتاح الحملة الانتخابية لمرشحنا الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني من ملعب شيخه بيديه في انواكشوط، وبعد ذلك تجولت في مناطق عديدة من الوطن، أرصد، وألاحظ، وأسجل، زرت خلال الأيام الأولى من الحملة عشرات القرى، ونحو عشرين عاصمة مقاطعة في 6 ولايات، ومن بين المقاطعات التي زرتها عواصم 5 ولايات، وقد سمحت لي هذه الزيارات، فضلا عن حديثي مع العديد من الأطر، والمنتخبين، والفاعلين السياسيين، ومتابعتي الحثيثة لصدى الحملة الانتخابية في وسائل الإعلام التقليدي، والإعلام البديل، كل ذلك سمح لي باستخلاص الخلاصات التالية، التي سأوردها، مشفوعة باقتراحات عملية للتغلب على مكامن التقصير أو القصور في حملة مرشحنا قبل فوات أوان ذلك.
ربما لا تصادف هذه الملاحظات هوى في نفوس البعض، وقد تُغضب آخرين، لكن بما أنني عضو في حملة المرشح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وقبلت – عن قناعة- تولي منصب رئيس لجنة التعبئة والتحسيس في لجنة العمليات الانتخابية، فإنني أرى من واجبي الأخلاقي، تقديم كل شيء من شأنه تحقيق هدف إنجاح المرشح بنسبة تصويت عالية (من حيث المشاركة في التصويت، ومن حيث التصويب لصالح المرشح) لأن المستشار مؤتمن، لذلك فليعذرني زملائي في الحملة، فلست مستعدا لمجاملة أحد على حساب هدف إنجاح مرشحنا.
أبرز الملاحظات على الحملة حتى الآن
أولا: غياب يكاد يكون كاملا لمظاهر الدعاية الانتخابية، فهذه الدعاية موجودة بنسب تتدرج من المعدومة تماما، إلى الضعيفة جدا، ولا تصل أبدا مرحلة المتوسطة، أما الجيدة، والممتازة فلا حضور لهما، وهذه الخلاصة يتفق عليها كل ناظر موضوعي.
ومن تجليات ظاهرة غياب الدعاية الانتخابية أنك قد تجد خياما مضروبة على قارعة الطريق، لكنها خاوية على عروشها، ولا توجد بها أية صور لمرشح معين، ولا شعارات دعائية، ولا أناشيد تصدح بها مكبرات صوت، ما يجعلك تجد صعوبة في تمييز ما إن كانت هذه الخيام تابعة للحملة، أم هي مناسبة اجتماعية، لأن الجمهور هو أيضا غائب.
ثانيا: غياب الفاعلين السياسيين عن الميدان..
إن المتابع لما مضى من هذه الحملة الانتخابية ربما يصفها بأنها "حملة بلا سياسيين" فقد جرت العادة أن يحضر الأطر، والمنتخبون، والوجهاء إلى قراهم ومدنهم قبل أيام من انطلاق الحملة، وأثناء الحملة ينظمون اجتماعات ولقاءات بالمواطنين، وسهرات ليلية تستقطب عادة جمهورا عريضا، وتكون مناسبة للدعاية لهذا المرشح أو ذاك، كل هذا يكاد يكون غائبا في هذه الحملة، أقله في الأسبوع الأول منها، وباستثناء الحضور خلال زيارة رئيس الجمهورية المرشح لعواصم الولايات، لا تكاد تلحظ حضورا يذكر للسياسيين في المدن الداخلية، ومعظم من حضر منهم خلال زيارة الرئيس غادر تلك المدن حتى قبل أن يغادرها الرئيس المرشح نحو المحطة الموالية.
ثالثا: شح مالي غير معهود
ينظر معظم الموريتانيين إلى المواسم السياسية باعتبارها مواسم لجني الأرباح – بلغة الاقتصاد- ينتعش فيها الاقتصاد المحلي، ويتم ضخ المال، ليصل في النهاية أيدي الجميع: بائع الغنم، وباعة اللبن، وسائقو سيارات الأجرة، والتجار عموما، وحتى الحرفيين، من خطاطين، والفنانين، فضلا عن النساء في التعاونيات، ورواد المجتمع المدني.. الجميع عادة يستفيد بدرجة ما من الموسم السياسي، وبقدر ضخ المال تكون الحيوية، والنشاط والتعبئة والتحسيس، وبانعدام المال يركن الجميع للراحة، فغالبية المواطنين لا يبدون مستعدين للبذل من جيوبهم – إن كان بها شيء أصلا- لصالح أي مرشح، ويخاطبك الجميع بأن السياسة لا صدقة فيها، "وخيرها ما ايكر"، مع قناعة راسخة لدى عموم المواطنين بأن المرشح، والحملة، ورجال الأعمال الكبار بالتأكيد جمعوا ما يكفي من الأموال للحملة، لكن اعترضته عقبات في الطريق قبل أن يصل إلى الفئات التي ذكرنا من المجتمع، والتي في النهاية هي عماد الطبقة المصوتة يوم الاقتراع.
رابعا: طغيان الدعاية الشخصية على الدعاية للمرشح
هذه نقطة مثيرة للأسف، وهي موجودة، يمكن لمن حضر مهرجانات الرئيس المرشح في عواصم الولايات التي زارها حتى الآن ملاحظتها، فبعض كبار الموظفين في الدولة يمارسون الدعاية لأنفسهم أكثر من ممارستها لصالح المرشح، وجميع جهودهم تصب في هذا المنحى، وتنطلق من هذا المبدأ.
مقترحات للحل قبل فوات أوانه..
للتغلب على مكامن الخلل، والخطر التي ذكرنا للتو، نقترح أن يقوم المرشح رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني شخصيا بالتدخل، وإعطاء تعليمات صارمة، تتم متابعة تنفيذها يوميا بالقيام بما يلي:
1/ إلزام المنتخبين، والوجهاء، والأطر، والموظفين الذين أخذوا عطلة بداعي التفرغ للحملة، إلزامهم جميعا بالبقاء في قراهم، ومدنهم طيلة الحملة، والتواصل المباشر مع الناخبين في كل بلدية، والقيام بدعاية حقيقية وجدية، لا تترك فراغا قد يستغله مرشح منافس، أو يكون سببا لضياع أصوات كان بالإمكان الحصول عليها لو تم التواصل مع أصحابها وتأطيرهم.
2/ إلزام الحملة – عبر المنسقيات الجهوية، والمقاطعية، والبلدية بفتح مراكز دعائية، وتشييد الخيام في الساحات، والأماكن العامة، وتزويدها بصور المرشح، والشعارات الانتخابية، ومكبرات صوت تصدح على مدار الساعة بالأناشيد الدعائية للتصويت للمرشح، وخلق نشاط في شكل سهرات، تتخللها خطب لمسؤولي الحملة، والوجهاء، ووصلات غنائية لاستقطاب الجمهور... باختصار، ممارسة الحملة على الطريقة التي يعرفها الجميع، ووضع حد للركود القاتل الذي يطيع سير الحملة حتى الآن.
3/ ضخ المال في شرايين الحملة، لتنشيطها، وإيقاظها من السبات العميق الذي تعيشه، فمن يريد ممارسة السياسة في المجتمع الموريتاني- بل في أي مجتمع- بدون صرف المال بطريقة يستفيد منها الجميع هو في النهاية واهم يخدع نفسه، لا نتحدث هنا عن شراء الذمم، أو الدفع مقابل التصويت، بل نعني تمويل أنشطة انتخابية، تُنعش الحملة، ويصل ريعها للجميع، وهذه النقطة يعرفها أهل السياسة جيدا، ويطبقونها خلال الانتخابات البلدية، والجهوية، والبرلمانية عندما يمارسون الحملة لأنفسهم أو مرشحيهم المحليين، ينبغي ذلك بدل إنفاق أموال الحملة في صفقات مشبوهة، أو ادخارها حتى قبل يوم من الاقتراع، وتوزيعها على أشخاص محددين بمبررات مختلفة.
4/ إلزام مسؤولي الحملة في كل بلدية من الوطن بوضع لائحة بالتنسيق مع المنتخبين، والأطر، والفاعلين السياسيين تضم هذه اللائحة الناخبين المسجلين للتصويت في تلك البلدية، والموجودين خارج أماكن تصويتهم، وذلك بهدف توفير النقل بطريقة منظمة ناجحة وناجعة، تضمن نقل أكبر قدر ممكن من الناخبين إلى مكاتب تصويتهم، قد يقول قائل بأننا لا نضمن تصويت جميع من سننقلهم لمرشحنا، لكن حتى مع تصويت بعضهم لمرشحين آخرين فإن تصويتهم سيرفع نسبة المشاركة في الانتخابات، وذلك هدف نسعى إليه، إلى جانب هدف إنجاح مرشحنا الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
كتبه الأستاذ: سعدبوه الشيخ محمد رئيس لجنة التعبئة والتحسيس بلجنة العمليات الانتخابية.