المغرب يعود بقوة لمنافسة الجزائر على موريتانيا
لاحظ المراقبون للانتخابات الرئاسية في موريتانيا الاهتمام الكبير الذي أولته المغرب، والجزائر لانتخابات موريتانيا، فرغم أن المغرب ممثل في الجامعة العربية،والجزائر ممثلة في الاتحاد الإفريقي،والجامعة العربية أيضا، فإن الدولتين لم تكتفيا بوفدي هاتين المنظمتين لمراقبة الانتخابات، بل أرسلت الجزائر، والمغرب وفدين خاصين بهما لمراقبة رئاسيات موريتانيا، وقد حرص رئيس الوفد المغربي على الظهور في التلفزيون الموريتاني الرسمي، وتحدث بإسهاب عن نزاهة الانتخابات، وأهمية موريتانيا، وما حققته من ديمقراطية، في عالم تعصف به الثورات،والقلاقل.
العاهل المغربي محمد السادس حرص على أن يكون أول المهنئين لولد عبد العزيز بإعادة انتخابه، حتى قبل إقرار النتائج النهائية من المجلس الدستوري، وبعد دقائق فقط من الإعلان الأولي للنتائج، وقد خصص الإعلام المغربي مساحة واسعة لتغطية الانتخابات الرئاسية الموريتانية.
والمفارقة أن هذه الحميمية المغربية تجاه ولد عبد العزيز تأتي بعد أشهر،وسنوات من فتور في علاقات البلدين، ما يجعل السؤال مطروحا: ما العوامل التي جعلت المغرب يهتم من جديد بموريتانيا إلى هذا الحد؟
وهل سيتلقف ولد عبد العزيز رسائل المغازلة القادمة من المغرب، ويبادلها نفس الشعور؟ أم أن الكثير من الأشواك ينبغي إزاحته قبل أن تعود المياه إلى مجاريها في علاقة البلدين؟
ثم كيف ستتصرف الجزائر إزاء محاولات المغرب ربط الجسور من جديد مع نظام ولد عبد العزيز، بعد أن اتهمت وسائل إعلام مغربية موريتانيا بأنها تحولت إلى فناء خلفي للجزائر؟!