هؤلاء لن يكون من بينهم الوزير الأول...
يجمع المراقبون لسياسة الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن الرجل غامض في طريقة اتخاذه للقرارات المهمة، ويصعب – إن لمنقل يستحيل- التكهن بالخطوة الموالية له، وكذلك التهن بمن سيعينه، ومن سيقيله من المسؤولين، لأن الرجل لا يتبع معايير ثابتة يمكن القياس عليها، لاستشراف قادم قراراته .
والمفارقة أنكل الأسماء التي يتمتداولها لشغل مناصب عليا عادة ما تأتي التعيينات مخالفة لها في الغالب، وعليه فإن الأسماء التي يتم تداولها كشخصيات من المحتمل أن يشغل أحدها منصب الوزير الأول تبدو مجرد تكهنات لا يدعمها سند.
وباستثناء الوزير الأول الحالي مولاي ولد محمد لغظف فإن بقية الأسماء التي رشحت من المستبعد أن يعين ولد عبد العزيز واحدا منها لتشكيل أول حكومة في المأمورية الثانية، وذلك للأسباب التالية:
لمرابط سيد محمود ولد الشيخ احمد، يعتبر هذا الرجل مهندس سياسات ولد الطايع، وهو أول المعنيين بتطبيق نظرية ولد عبد العزيز في تجديد الطبقة السياسية، ومن المستبعد أنيعين وزيرا أول، فهو من أبرز رموز حقبة ولد الطايع، وسيشكل تعيينه عبئا ثقيلا على صورة ولد عبد العزيز،ومصداقيته،وجديته في تجديد الطبقة السياسية،والإدارية، هذا فضلا عن أن لمرابط سيد محمود يواجه معارضة قوية من معظم أطر الشرق،الذين يتهموه بالهيمنة،والإقصاء.
سيد احمدولد الرايس: رجل محنك، قليل الكلام، صحيح أنه كان محل ثقة كبيرة من ولد عبد العزيز، لكن ابتعاده عن الأضواء، وعدم احتكاكه بالطبقة السياسية أمور قد تجعل تعيينه وزيرا أولا أمرا غير وارد.
أحمد سالم ولد مرزوك: رجل قفز إلى الواجهة قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية، بعد أن كان متهما بكونه ألد معارضي ولد عبد العزيز، وأشيع أنه سيترشح للرئاسة ضده، قبل أن يشاع إنه سيكون مدير حملته، ليظهر معه لاحقا في افتتاح الحملة من كيهيدي، وفي كيفه – معقل ولد مرزوك- لكن المقربين من ولد مرزوك يستبعدون تعيينه وزيرا أول، وربما يكون تداول اسمه من باب الشائعات التي رافقت الرجل، منذ ترك منظمة استثمار نهر السينغال.
إسلكو ولد احمد إزيد بيه: رجل مثير للجدل، أنصار كثيرون، وأعداؤه وخصومه أكثر، ينحدر من المنطقة الشرقية- وتلك ميزة تحسب له- لكن سوء علاقة الرجل معالعديد من مناصري الرئيس،وتجربتهفي رئاسة الحزب الحاكم أمور قد تجعله خارج تفكير ولد عبد العزيز بخصوص منصب الوزير الأول.
سيدي ولد سالم: ظهر الرجل فجأة إلى الواجهة بعد أن قرر ولد عبد العزيز تعيينه مديرا لحملته، لكن الحملة لم تضف عليه تلك الهالة، ولم تكسبه تلك المكانة التي عادة ما تعطيها لمن يشرفون على إيصال الرئيس لكرسي الحكم، فضلا عن أن الرجل قادم من المعارضة، ومن شريحة معينة، نادرا ما يعين منها وزير أول، يرى معظم المراقبين أنه من غير الوارد أن يختاره ولد عبد العزيز لمنصب الوزير الأول.
وبذلك يظل اسم الوزير الأول غامضا، وربما يأتي من بين أسماء أخرى، قدمت الكثير لولد عبد العزيز، مع العلم أن رجال ثقة ولد عبد العزيز لا يعرفهم إلا هووحده، فحتى هم لا يعرفون أنفسهم.