موريتانيا تدخل الصمت الانتخابي..في انتظار أن تتكلم صناديق الاقتراع (تقرير)
على مدى أسبوعين كاملين تواصلت الدعاية الانتخابية بكل أشكالها، وأساليبها، وتعددت وعود المترشحين بتحقيق كل ما يحلم به الناخبون، بدءا بالخبز، والماء، والكهرباء، وانتهاء بدخول جنات النعيم دون حساب ولا عقاب!!
تكلم المترشحون كثيرا، وممثلوهم، وتكلمت مكبرات الصوت، التي واصلت في تكرار أناشيد المترشحين الدعائية، حتى بات المواطنون يحفظونها عن ظهر قلب، ومع حلول منتصف ليل الخميس يدخل الجميع في صمت مطبق، في انتظار أن تتكلم صناديق الاقتراع، وتفصح عن السر المكنون، الذي يتشوق الجميع لمعرفته، رغم أن البعض يجزم بمعرفته من الآن، لكن يبقى للصناديق سر لا تبوح به لأحد، إلا بعد إغلاقها، وفتحها من جديد.
ودعت موريتانيا إذا حملة انتخابية هي الأكثر إثارة للجدل منذ بدء المسلسل الديمقراطي في البلاد، جدل حول كل شيء، التوقيت، والمشاركين، والمقاطعين، والآليات...الخ، لينتقل الجدل إلى مواضيع أخرى هي: نسبة المشاركة في التصويت، والخروقات، والنتائج، ومن سيعترف بها، ومن سيكفر... مواضيع لا شك ستكون عناوين لسجال يفترض أن يبدأ بعد منتصف ليل الخميس.
اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات عنوان واحد، ووحيد يقصده المتنافسون، فمن سيفوز في الانتخابات سيشكر اللجنة على حيادها، واستقلاليتها، وجهودها الكبيرة، ومن لا يحالفه الحظ فأكيد أن لجنة الانتخابات ستأخذ الحيز الأكبر من غضبه، واتهاماته، وتشكيكه، وربما احتجاجه.
السلطات الموريتانية تواجه تحديا كبيرا، فصيح أن مهمة الإشراف على العملية الانتخابية من ألفها إلى يائها باتت من اختصاص لجنة الانتخابات، لكن تأمين عملية التصويت، وصناديق الاقتراع، وتسهيل العملية لوجسية، وإدارية يبقى من مهام السلطات العمومية، خصوصا بعد تهديدات منسقية المعارضة بإفشال الانتخابات"بكل السبل".
نحو مليون، ومائتي ألف ناخب سيحسمون (أومن صوت منهم) مصير الإدارة التشريعية، والبلدية في البلاد على مدى السنوات الخمس القادمة، فلننتظر ماذا سيقررون، فموعدهم الصبح، أوليس الصبح بقريب.