موريتانيا: أزمة جفاف حادة، والحكومة تنتظر فرجا من السماء(تقرير)
(الوسط)- تشهد العديد من مناطق موريتانيا أوضاعا معيشية صعبة، يعاني منها المنمون، والسكان المحليون، فمع تأخر هطول الأمطار هذه السنة،وندرة الكلأ، ومياه الشرب بات الجميع يدق ناقوس خطر أزمة جفاف أصبحت بوادرها تلوح في الأفق، في مناطق الحوضين، ولعصابه خصوصا.
وكان عمدة بلديات الحوضين قد نشروا قبل أيام بيانا طويلا استعرضوا فيه مظاهر الجفاف الذي يهدد الثروة الحيوانية، التي قالوا إن معظم السكان المحليين يعتمدون عليها في حياتهم، وقدم العمد رؤيتهم للتعامل مع الأزمة.
وفي اتصال مع موقع (الوسط) قال أحد المنمين من ولاية لعصابه إنهم باتوا في وضع حرج، وأن الإنفاق على الحيوان بات أغلى من الإنفاق على البشر، بسبب ندرة المراعي، وغلاء سعر الأعلاف، وطالب المنمي السلطات بسرعة التدخل لإنقاذ البشر، والحيوان.
وإزاء هذا الوضع الذي يصفه السكان ب"الكاريثي" تبدو السلطات العمومية بطيئة في تعاملها مع الأزمة،حتى لا نقول متجاهلة لها بالكامل،وكأن السلطات تقول للمنمين.. انتظروا فرجا من السماء.
مفوضية الأمن الغذائي، الجهاز الحكومي الوحيد المسؤول عن التدخل في مثل هذه الحالات تبدو منشغلة في التعامل مع الفضائح المالية التي لا ينتهي الحديث عن إحداها إلا يبدأ من جديد، ويقول بعض السكان إن تدخل مفوضية الأمن الغذائي محدود، ويخضع للزبونية، والمحسوبية في أحيان كثيرة.
وكانت السلطات الموريتانية قد أطلقت خطة للتعامل مع الجفاف الذي ضرب البلاد قبل نحو سنتين، هي الأكبر في تاريخ البلاد، سمتها "خطة أمل" وساهمت إلى حد كبير في مساعدة المواطنين على تجاوز مخلفات الجفاف.
والمفارقة أنه في الوقت الذي تعاني فيه مناطق عديدة من جفاف، وقحط شديدين، تشكوا مقاطعة"امبود" بولاية كوركول من فيضانات ناجمة عن تساقط كميات كبيرة من الأمطار، ويطالب سكان "امبود" السلطات بالتدخل، ولكن هذه المرة لإنقاذهم من الأمطار!.
وفي انتظار أن تجود السماء بغيث منهمر يروي الأرض، وينبت الزرع، ويدر الضرع، يبقى السكان يستسقون، ولسان حالهم يقول: ربنا أنزل علينا مائدة من السماء.