هل أعدمت "حماس" الناطق باسمها، ولماذا..؟!!
غزة - قالت حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، الخميس، إنها اعدمت عددا من الفلسطينيين للاشتباه بأنهم ساعدوا القوات الاسرائيلية اثناء حرب غزة التي اندلعت قبل شهر.
ونقل موقع المجد الالكتروني المؤيد لحماس عن عضو لم يكشف عنه في أجهزة أمن حماس قوله "عملاء العدو تم اعدامهم بعد ضبطهم متلبسين بالإبلاغ عن المقاومة ومنازل المواطنين في مناطق متفرقة من القطاع."
وأضاف أن "عددا من العملاء أعدم في مناطق المواجهة أثناء محاولته التشويش على رجال المقاومة وابطال الكمائن الخاصة التي أقاموها للعدو."
ولم يذكر تفاصيل بشأن عدد الذين اعدموا.
لكن مصدرا فلسطينيا قال انه تم، الخميس، العثور على جثة أيمن طه، الناطق السابق باسم حركة حماس في منزل شرق مدينة غزة.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه "تم مساء اليوم العثور على جثة ايمن طه (الذي كان عضوا بارزا في الحركة سابقا) في منزل كان تعرض للقصف الاسرائيلي شرق حي الشجاعية"، بدون الادلاء بمزيد من الايضاحات.
واوضح مصدر طبي ان "جثة" طه، الذي يسكن في مخيم البريج وسط قطاع غزة، "وصلت الى مستشفى الشفاء بمدينة غزة"، قبل ان تنقل الى منزل عائلته في مخيم البريج، حيث شيع في جنازة اقامتها العائلة وشارك فيها العديد من اقاربه.
وفي بيان قالت حماس انها "تنعي ابنها الشهيد أيمن محمد طه ابن القائد الكبير أبو ايمن طه، والذي جاء استشهاده خلال استهداف الاحتلال له ولبعض الاخوة معه اثناء تواجدهم في احدى الشقق بمدينة غزة"، لافتة الى انه اصيب "اصابة بالغة استشهد على أثرها مساء اليوم الخميس".
وجاء البيان الذي اصدرته الحركة في محاولة منها لدفع التهمة عن جناحها المسلح، وللتأكيد عن ان عملية الاغتيال تمت بأيدي الإسرائيليين، بحسب مراقبين.
وأضاف المراقبون ان حماس عادة ما تلجأ الى أسلوب التشويش الاعلامي باطلاق حملة مسبقة تنفي فيها اي اتهامات قد توجه اليها من خلال بث اخبار متضاربة بغرض التشويش على الحقائق.
وقال احد افراد عائلة طه الذين ينتمون بمعظمهم الى حماس ان ايمن "استشهد بنيران قوات الاحتلال"، بدون مزيد من التفاصيل.
ويقول مسؤولو غزة ان الحرب الاسرائيلية على القطاع أسفرت عن مقتل 1874 فلسطينيا معظمهم مدنيون. وتقول اسرائيل ان 64 من جنودها وثلاثة مدنيين قتلوا منذ بدء القتال في الثامن من يوليو تموز بعد تصاعد اطلاق الصواريخ من غزة.
اعلن الجيش الاسرائيلي، الجمعة، استئناف ضرباته ضد حماس بعد اطلاق عدد من الصواريخ من قطاع غزة مع انتهاء وقف اطلاق النار.
وكان طه، خضع للتحقيق لدى اجهزة امنية تابعة لحماس في فبراير/شباط.
وقالت الحركة في حينه ان طه "يخضع للتحقيق الداخلي حول سلوكه واستغلال النفوذ وتربح بدون وجه حق ولا علاقة له بأي مسائل امنية".
لكن شهود عيان أكدوا بأنهم شاهدوا مجهولين يلقون بجثة القيادي السابق في حركة حماس، أيمن طه، أمام مستشفى الشفاء، الخميس، في قطاع غزة بعد نحو 7 أشهر على احتجازه من قبل كتائب القسام التابعة للحركة.
الاعدام برصاصات في الرأس والصدر
وقالت مصادر أمنية بأنه تم إعدام طه قبل يومين بعدة رصاصات في الرأس والصدر، وتم إلقاؤه أمام مستشفى الشفاء قبل أن يعود مسلحون ويسحبوا الجثة مجددا، ومن ثم يلقونها مرة ثانية.
وبحسب المصادر فإن طه كان معتقلا لدى القسام وتم التحقيق معه حول العلاقة مع أجهزة مخابرات عربية، واستغلال منصبه والتربح من وراء الحركة. واختطف طه بشكل مفاجئ من قبل القسام في 23 يناير/كانون الثاني، وظل الأمر طي الكتمان، قبل أن تثير عائلته ضجة وتطلب الإفصاح عن مصيره.
وفي 22 فبراير/شباط، أقرت حركة حماس بشكل رسمي، باعتقال القيادي في الحركة والناطق باسمها أيمن طه (44 عاما)، قائلة بأنه يخضع لتحقيق داخلي حول "سلوكه واستغلال النفوذ والتربح من دون وجه حق وعدم حفظ الأمانة".
وقالت مصادر حينها إن طه ليس معتقلا لدى الاجهزة الامنية أو الشرطية في غزة، بل لدى كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
وتعد كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، صاحبة اليد الطولى داخل الحركة، وهي جهاز عسكري مستقل بذاته عن الأجهزة الشرطية والحكومية الأخرى، وجانبها مهاب من الجميع في حماس.
وقالت المصادر أن التحقيق كان يجري مع طه في منزله قبل أن يحاول مغادرة القطاع الى مصر عبر معبر رفح، ما أدى الى اعتقاله من قبل حماس في 23 يناير/كانون الثاني.
ومؤخرا، اثير الحديث عن أن القيادي أيمن طه كشف تورط حركة حماس في التدخل في الشئون الداخلية لبعض الدول العربية، من خلال تقديمه مستندات وفيديوهات وصورًا تم تحميلها على اقراص مدمجة لأجهزة استخبارات عربية تكشف تحركات الحركة وقياداتها، كما تداولت بعض وسائل الاعلام معلومات أفادت بأن كتائب القسام هي من كشفت القيادي السابق بالحركة، وبعدها تم اقتياده إلى مكان سري للتحقيق معه، ولم يسمح لأى شخص من أفراد عائلته بزيارته أو الاطمئنان عليه داخل محبسه.
ثم قامت الحركة ببث الشائعات عن القيادي السابق بالحركة لتشويه صورته أمام أهالي قطاع غزة، على رأسها إشاعة أن القيادى السابق فى مهمة سرية داخل الأراضي المصرية تتعلق بمفاوضات مع جهاز المخابرات العامة، وأنه معتقل بالقاهرة، وهي الإشاعة التي تداولتها الأوساط الصحفية في غزة كحقيقة، ثم سرعان ما تراجعت عنها، وأعلنت أن طه تم اعتقاله ويجري التحقيق معه لتورطه في قضايا فساد مالي وأخلاقي.
ونشر تسجيل مصور على مواقع الانترنت لعائلة أيمن طه وهي تدين استمرار صمت حماس على قضية ابنها.
وقال حسن طه شقيق أيمن طه، في تسجيل نشر على موقع يوتيوب، إن شقيقه لعب دورا هاما في ادخال ملايين الدولارات لصالح حركة حماس، وأنه كلف بملفات تتعلق بتمثيل الحركة في مصر في الفترة السابقة، نافيا كل الاتهامات التي تداولتها بعض وسائل الاعلام بحق شقيقه، ومطالبا حماس بالخروج عن صمتها.
ويعد ايمن طه من الشخصيات البارزة في الحركة، فهو نجل الشيخ محمد طه احد المؤسسين السبعة لحركة حماس ورفيق درب الشيخ احمد ياسين زعيم حركة حماس، وهو شقيق ياسر طه احد زعماء الجناح العسكري لحماس الذي اغتيل في يونيو/ حزيران 2006 مع زوجته وطفلته باستهداف سيارته وسط مدينة غزة بالصواريخ.
وقد اعتقل ايمن طه في سجون اسرائيل والسلطة الفلسطينية لاكثر من 13عاما، كما ابعد من قبل اسرائيل لمرج الزهور في الجنوب اللبناني مطلع التسعينيات مع 412 كادرا في التنظيمات الاسلامية في الاراضي الفلسطينية.
وفى عام 1998 كان أيمن طه قد يشغل منصب رئيس مجلس طلاب الجامعة الإسلامية، واختير ليكون قائدا في كتائب عز الدين القسام في البريج مع بداية الانتفاضة الثانية في عام 2000، وبعد الانقلاب الذي قامت به حماس في صيف 2007، والذي أدى إلى سيطرة الحركة على قطاع غزة بعد التخلص من قيادات فتح، أصبح أيمن طه المتحدث الرسمي باسم الحركة في غزة.
ميدل ايست أونلاين