مورغان فريمان: التغيير الوحيد الذي حصل بعد انتخاب أوباما هو أن العنصرية صارت واضحة
سافرت قبل ايام من لوس انجلس الى فلوريدا لاجراء لقاء مع النجم الهوليوودي الاسود، مورغان فريمان للحديث عن الجزء الثاني من سلسلة افلام «ذنب الدولفين 2»، الذي يستمر بسرد قصة دولفين تدعى وينتر، التي تم استبدال ذيلها الذي فقدته في فخ السلطعون قبالة شواطئ فلوريدا بذيل اصطناعية، بعد إنقاذها في الجزء الاول ونقلها الى مركز الانقاذ. أما في هذا الجزء، فتقع وينتر في فخ الاكتئاب عندما تتوفى امها البديلة، وتبقى على حالها حتى يتم جلب رفيقة لها وهي دولفين ابنة ثلاثة اشهر تدعى هوب، تم انقاذها بعد موت امها في البحر.
ولكن حديثي مع فريمان لم يتمحور حول الفيلم وانما حول تدهور الاوضاع في مدينة فيرغسون في ولاية ميزوري، حيث انفجرت مظاهرات الاستنكار واعمال العنف والنهب عقب مقتل شاب اسود عمره 18 عاما غير مسلح بنيران شرطي ابيض الاسبوع الماضي. تفاقم الاحداث هناك ادى الى جلب قوات الامن الوطنية الى المدينة لكبح الشغب واعادة الهدوء.
وقبل ان يتفوه فريمان بتعليقه، قفز وكيله الاعلامي – الأبيض – وأشار له بأن لا يرد على سؤالي. فضحك فريمان قائلا: “هذا هو البوليس يحاول ان يمنعني من التعبير عن نفسي» . واستمر في حديثه معي، متجاهلا وكيله الاعلامي ومضيفا: “طبعا انه من حق الناس ان يعبروا عن غضبهم عندما يقتل البوليس شابا مسالما. ألا توافق معي؟».
هذه ليست المرة الاولى التي يلقى فيها شاب اسود حتفه بنيران الشرطة فيامريكا. هناك المئات منهم من واجه المصير نفسه عبر السنوات الاخيرة. ومنذ بداية هذا الشهر قتل خمسة افارقة امريكيين برصاص الشرطة في ولايات اخرى. من الجليّ اذن ان وجود رئيس اسود في البيت الابيض لم يؤد الى تغيير في تعامل قوات الامن مع ابناء جلدته. وحسب فريمان، التغيير الوحيد الذي حصل بعد انتخاب أوباما لرئاسة الولايات المتحدة كان في نوعية وشكل العنصرية، “انها كانت نائمة ومختبئة، اما الآن فهي علنية وواضحة».
رغم تأييده القوي للرئيس أوباما، الا ان فريمان لم يشترك بشكل فعال في حملاته الانتخابية ودوما تفادى التدخل في امور السياسة، مصرا على انه ممثل وليس سياسيا. ولكن عندما يتحدث عن عداوة الجمهوريين لاوباما، يبدو واضحا ان هناك نيران غضب مشتعلة في داخله، رغم محاولته اخفاء ذلك بالابتسامة الدائمة التي تشع من وجهه:
“أنا ساخط على ما يتعرض له من عداء. عندما بدأ أوباما مسيرته كرئيس، قالوا انهم سوف يقومون بكل ما بوسعهم لإفشاله. ما هذا الكلام؟ لا حاجة للاسهاب في الحديث عن ذلك. انت تعرف السبب وراء ذلك. هذا هو الواقع. سوف نتعامل مع هذا الوضع كما يتعامل معه أوباما وذلك استخلاص ما يمكن استخلاصه. هو الرئيس شاءوا ام ابوا».
فريمان، الذي ولد عام 1937 في مدينة ميمفيس في ولاية تيناسي، عانى من التفرقة العنصرية التي حالت دون تقدمه في مسيرته المهنية حتى الخمسين من عمره، عندما قام بأداء دور سائق في الفيلم الهوليوودي «سياقة السيدة ديزي»، محققا اول ترشيح له لجائزة الاوسكار.
«لا أدري إن كنت تذكر، انه كان هناك الكثير من افلام الكوارث، احد الاشياء التي كانت تدهشني وتزعجني في تلك الافلام هي ان لا احد سوى الناس البيض كانوا ينجون في نهاية الفيلم، مما كان يثير اشمئزازي» يقول فريمان ساخرا.
ولكن على عكس الشارع الامريكي حيث ما زال السود يتعرضون للتفرقة العنصرية، هوليوود تغيرت كليا، حسب قول فريمان.»هوليوود لا يهمها سوى الارباح. فطالما حققت ارباحا فهي ترحب بك بغض النظر عن لونك،» يقول ضاحكا.
فعلا فإن نجاح افلامه في شباك التذاكر وحصوله على جوائز قيمة عدة، ومنها 6 ترشيحات للاوسكار وفوزه بواحدة منها عن فيلم Million Dollar Baby، جعل هوليوود تراه كنجم ساطع وليس كممثل اسود. فكثيرا ما نشاهده يجسد شخصيات كانت عادة محفوظة لممثلين بيض، كدور الرئيس الامريكي في فيلم DEEP IMPACT ودور العالم المخترع في سلسلة The Dark Knight “أنا احصل على ادوار لم تكتب لعرق معين ولم تكتب لي كممثل اسود. مهنيا أنا ممثل ولست رجلا اسود».
وفي فيلم Dolphin Tale 2 يقوم فريمان بإعادة اداء دور دكتور كاميرون مكارثي، الذي ابتكر ذيلا اصطناعيا مكّن وينتر من السباحة وانقذ حياتها. والآن يقوم مكارثي بتطوير الذيل الاصطناعي بحيث يصبح طبيعيا أكثر، مما سهل على هوب ان تتقبل وينتر كدولفين مثلها.
القدس العربي