هكذا وضع الحزب الحاكم المعارضة في موقف حرج !
في خطوة بالغة الذكاء، والدهاء أوفد الحزب الحاكم وفدا رفيع المستوى من قيادة الحزب لزيارة العمال المشاركين في مسيرة ازويرات، وأعلن الحزب في بيان رسمي تبني قضية العمال، والتضامن معهم، ويأتي موقف الحزب الحاكم هذا ليقطع الطريق على المعارضة، ويمنعها من استغلال هذه المسيرة ضد النظام، كما سيجعل المشاركين في المسيرة يرفعون مطالبهم لرئيس الجمهورية من باب الثقة فيه، ودعمه، والاستنجاد به، وليس من باب معارضته، وإحراجه.
وتذكر خطوة الحزب الحاكم هذه بما أقدم عليه الحزب نفسه من اكتساح لمسيرة ليلية نظمت قبل أشهر في انواكشوط دعما لأهل غزة ضد العدوان الإسرائيلي، حيث طغت حينها أعلام الحزب الحاكم على الأعلام الفلسطينية، أحرى أعلام الأحزاب المعارضة، وإذا كانت المعارضة حينها نددت ب"اختطاف" الحزب الحاكم لمسيرة غزه، ورفض قادة المعارضة المشاركة فيها، حتى لا يسيروا في صف واحد مع قادة الحزب الحاكم، فإن الأمر يختلف هذه المرة مع مسيرة عمال ازويرات، ويبدو مأزق المعارضة أكبر.
فهي – أي المعارضة- محصورة بين خيارين، أحلاهما مر، فإما أن تحذو حذو الحزب الحاكم، وتعلن هي بدورها تضامنها مع مسيرة ازويرات، وستكون بذلك تابعة للنظام، وربما يقول أصحاب المسيرة للمعارضة : " سبقكم بها الحزب الحاكم" وإما أن تعلن المعارضة معارضتها للمسيرة، وتتهم الحزب الحاكم بتسييسها، وهي بذلك ستناقض مبادئها، وأدبياتها كمعارضة تتعاطف مع كل مطلب شعبي بغض النظر عن من ينادي به.
ويبدو خيار التجاهل واردا، فقد تلجأ المعارضة لتجاهل مسيرة ازويرات، وكأنها لا تعنيها، ما دامت لا تستطيع استغلالها كسلاح ضد النظام، وربما هذا الحرج الذي وقعت فيه المعارضة بدأت أصداؤه مباشرة بعد الإعلان عن زيارة وفد الحزب الحاكم للمسيرة، حيث سارع موقع إلكتروني تابع لأحد أحزاب المعارضة إلى التقليل من تبني الحزب الحاكم للمسيرة، بل وحاول الموقع أن يوظف خطوة الحزب الحاكم ضده، في نهج ينم عن تخبط، وصدمة من أسلوب الحزب الحاكم في ظل قيادته الجديدة، حيث بات الحزب يعتمد أسلوب الفعل، ويترك المعارضة في خانة ردة الفعل، أو التجاهل.
سعدبوه ولد الشيخ محمد