تونس: تمخضت ثورة الشباب فولدت كهولا ..!
خاص(الوسط) يبدو أن تونس ستصنع المفاجأة من جديد، وربما المفارقة المحيرة، فبعد ثورة السابع عشر من ديسمبر 2010، أو الرابع عشر من يناير 2011 وما صنعه الشباب التونسي من أحداث امتدت تداعياتها إلى معظم البلدان العربية، وسميت بذلك ثورات الربيع العربي: " ثورات شبابية" بعد كل تلك التضحيات التي قدمها الشباب التونسي جاءت لحظة الحصاد لتتمخض الأحداث عن انتخاب رئيس قارب 90 سنة من العمر، والمفارقة كذلك أن الشباب التونسي خرج وثار من أجل التغيير، والتجديد، ليتم في النهاية انتخاب الباجي قائد السبسي، الشيخ الهرم الذي عاصر بوركيبه، وعمل معه.
فهل أحرق الشاب البوعزيزي نفسه ليكون وقودا للسبسي لدخول قصر قرطاج؟ وهل تعجز النخبة التونسية عن تقديم بديل مقنع لهؤلاء الكهول الذين ينتمون لجيل رؤساء الكراسي المتحركة ؟ وهل يعتقد الشعب التونسي أن السبسي، أو المرزوقي يشكلان خير خلف، لأسوأ سلف ؟! .
أسئلة تبدو حائرة بلا أجوبة، والحقيقة الماثلة للعيان هي أن شباب تونس الذي صنع الثورة وضحها من أجلها غاب، وربما غيب عن المشهد ليتصدره الكهول: الغنوشي القادم من بريطانيا، والمرزوقي القادم من باريس، والسبسي المارد، أو طير الفينيق الذي يرفض أن يتقاعد.