كيف سيواجه ولد عبد العزيز دعوات الانفصال، والمأمورية الثالثة (صور)
تعددت مطالب المواطنين لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز خلال زيارته الأخيرة لولاية تكانت، مطالب كلها متوقعة، مثل توفير الماء، والكهرباء، والتعليم، والصحة، وفك العزلة، غير أن مطلبين اثنين كانا حاضرين بقوة باستثناء المطالب الخدمية، وهما: طغيان الدعوات لتحويل البلديات إلى مراكز إدارية، والمراكز الإدارية إلى مقاطعات، والمطلب الثاني هو ترشح ولد عبد العزيز لمأمورية ثالثة.
بالنسبة للمطلب الأول كان لافتا حقا، وكأن سكان ولاية تكانت كل منهم يريد الانفصال عن المقاطعة الأم تجكجه، في نزعة تذكيها الروح القبلية، وهو ما يهدد كيان الدولة، إذا كانت كل مقاطعة، أو بلدية، أو مركز إداري مخصصا لقبيلة معينة، وكانت دعوات الانفصال على أساس قبلي مفاجئة من ولاية تكانت التي تعتبر أكثر ولايات الوطن ثقافة، وتسيسا، وارتباطا بالدولة الحديثة.
المطلب الثاني الذي واجهه الرئيس في تكانت بقوة يتعلق بالمأمورية الثالثة، وتفنن البعض في إبداع يمكن الرئيس من الترشح، دون الوقوع في الحنث، أو خرق الدستور، دعوات واجهها ولد عبد العزيز بشعور يتراوح بين التجاهل، والارتياح، والأكيد أنه لو كانت صدرت توصية رسمية بمنع ظهور هذه الدعوات، واللافتات لكانت اختفت، وما هو مسكوت عنه في السياسة يرقى لدرجة المقبول.
بعض المراقبين ينظرون للمستقبل، لمعرفة ما إن كانت هذه الدعوات ستتكرر شعبيا في ولاية آدرار، ومناطق أخرى، وحينها سيتعين على الرئيس توضيح موقفه منها، بتصريح جديد واضح، يؤكد أنه مغادر السلطة مع نهاية المأمورية الحالية، أو يفتح المجال لاحتمال الترشح من جديد، ويبقى من غير المفهوم هذا التناقض الواضح، بين إصرار الرئيس على عدم الترشح من جديد، وإصرار أنصاره على ترشيحه لها، وسكوته هو على ذلك.