كرمسين: ارتباك، وسوء تحضير، قبيل وصول الرئيس (صور+كواليس)
- التفاصيل
- المجموعة: الداخل
- نشر بتاريخ السبت, 06 حزيران/يونيو 2015 10:24
أصيبت الوفود الرسمية، والصحفية بصدمة كبيرة، لدى وصولها مدينة كرمسين صباح الجمعة، فالمدينة لا يبدو أنها معنية بزيارة رئيس الجمهورية، الذي يحل بها مساء اليوم، فباستثناء التواجد الأمني المكثف، (الأمن الرئاسي، والدرك، والشرطة) لا يوجد أي مظهر من مظار الاستعداد للزيارة الرئاسية، والأدهى من ذلك لا وجود لأطر هذه المقاطعة.
الوزراء ذهبوا إلى مقر المقاطعة، وأمضوا نحو نصف ساعة يتحصرون أمام المقاطعة، ومعهم ضابط كبير في الجيش، قبل أن يأتيهم الخبر المفاجئ: " لا مقام لكم فارجعوا" وبعد تردد، وذهول، قررت الوفود الرسمية، المدنية، والعسكرية التوجه إلى فندق قيل إنه يبعد نحو 5 كلم على الطريق غير المعبد، شمال كرمسين، وهو فندق – حسب العارفين به- أكثر ما يقدم من خدمات هو الغبار، والوحشة.
أما الصحفيون، وبقية الضيوف، فأصيبوا بصدمة كبيرة، فلا مسؤول، ولا أطر ليتحدثوا عن واقع المدينة، وأجواء الزيارة، ولا مطاعم، أو نزل تمكن الإقامة فيها، ولا منازل خصصت للضيافة، وعلى الجميع البقاء في سياراتهم في الشمس، تحت أعين الأمن، الذي يطارد كل من توقف بسيارته قرب الشارع الكبير.
بحثنا في كرمسين عن مقرات للأحزاب السياسية، وبعد جهد جهيد عثرنا على غرفتين صغيرتين آئلتين للسقوط، في ركن قصي، وكتب عليهما " مقر حزب الوئام في كرمسين" علما أن هذا الحزب هم أكبر الأحزاب، وأكثرها شعبية في المقاطعة، أما الحزب الحاكم فلا وجود له، باستثناء سيارة " هيلكس" تتجول في المدينة، وتعلق صورة للرئيس هنا، وصورة هناك، واضطر وفد الحزب الحاكم إلى الجلوس في العراء، لشرب الشاي، لعدم وجود من يؤويهم في هذه المقاطعة.
أما السلطات الإدارية، والأمنية في كرمسين فلم تكن أقل إرباكا، ولا تخبطا، فسيارات الأمن الرئاسي " بازب" اضطرت لاحتلال مقر البلدية في كرمسين، واتخذت منه مقرا لها، بينما نصبت خيام متهالكة أمام مقر المقاطعة، ولم يتم تأثيثها حتى قبل قليل من وصول الرئيس.
تلك هي الصورة بدقة من مدينة كرمسين قبل ثلاث ساعات فقط من وصول رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز.
ولدى وصول الرئيس لكرمسين لم يكن الحال بأفضل، فقد حشر مئات المواطنين، وعشرات السيارات تحت رحمة الغبار لمدة نحو ساعة زمانية، بعد مرور الموكب الرئاسي، ولم يفهم المواطنون سبب هذا الإجراء الذي لا تمليه ضرورة أمنية.