موريتانيا.. عندما تنجح المعارضة في إبدال حسنات النظام سيئات !!
كم قلنا سابقا إن النظام يخسر معركة الإعلام، والدعاية العامة، بل ويهمل هذه المعركة، وكأنها لا تعنيه، ويترك الميدان لمعارضيه، ليشوهوا صورته في أعين شعبه، وفي الخارج، واليوم لا يكاد يمر أسبوع إلا وتنجح المعارضة في بث فيديو، أو نشر "شائعة" – بغض النظر عن صدقها، من كذبها-، إلا أنها تصيب النظام في مقتل، وتترك أنصاره يلهثون خلف المعارضة لنفي هذا الفيديو، أو تفنيد تلك الشائعة، بدل أخذ زمام المبادرة.
المتصفح لمقالات الرأي في الصحافة لا يكاد يعثر على مقال واحد يدافع عن النظام، ويبين إنجازاته، بينما تصادفه دعاية المعارضين أينما ولى وجهه، والمتجول في الفضاء الأزرق "فيسبوك" يكتشف سيطرة مطلقة للمعارضين، باستثناء تدوينات خجولة لأشخاص يكتبونها وهم غير مقتنعين بها على ما يبدو، وكأنهم كتبوها ليسجلوا حضورهم فحسب.
إن خروج دعاية المعارضة إلى الإعلام الخارجي (قناة الجزيرة مثلا) يعتبر تدويلا للحراك الإعلامي ضد النظام، وهو الحراك الذي يتميز بنخبويته، فقناة الجزيرة مثلا أوردت تدوينات معارضة للنظام كلها إما لشعراء، أو كتابا، أو مدونين بارزين، في تناولها للفيديو المنسوب للشرطة، بينما يتصدر مدونو النظام بعض "الهواة"، دون أن نقع في فخ التعميم بالطبع، وما لم يهتم النظام بصورته في الإعلام، فإن الدعاية المعارضة توشك أن تبدل حسنات النظام سيئات، وإنجازاته، كوارث وطنية، فعلى النظام أن يدرك مقتضيات العصر، وهو عصر رقمي، عصر الصورة والكلمة، عصر الفكرة والدعاية، عصر التسويق، فليس من ينجح اليوم هو الأفضل بالضرورة، بل هو الأقدر على فرض وجهة نظره بالطرق المتاحة.
من صفحة الأستاذ: سعدبوه الشيخ محمد على فيسبوك.