لعصابه/ إلى رئيس المجلس الجهوي: مدخل إلى تنمية الولاية(ح2)
ثانيا : مشكلات قطاع الزراعة
تمثل الزراعة ثاني أهم نشاط اقتصادي في الولاية، حيث تستقطب حوالي( 26.5%) من سكانها النشطين.
و تعد ولاية لعصابه إحدى أهم المناطق الزراعية و أخصبها، بسبب ما تزخر به من سدود و أودية و " تيومرن"، حيث تلتقي عدة أودية و مجاري مائية خلال فصل الخريف، مما يوفر ظروفا ملاءمة لتوفير انتاج زراعي هام.
ورغم أهمية ممارسة الزراعة في لعصابه فإنها تبقى نشاطا عشوائيا، يخضع في تنميته لتأثير عوامل خارجية قوية تحد من قدرة السكان على الاستفادة من المقدرات الزراعية المتوفرة، و من أهم هذه العوامل: عدم انتظام التساقطات المطرية ، وضعف القدرات لدى المزارعين، و غياب الوسائل اللازمة.
كل هذه العوامل و غيرها تقلل من أهمية هذا النشاط، وتضعف من مردودية المساحات المزروعة حيث تعمل على تدني انتاجياتها، ومع ذلك يمارس السكان في لعصابه عدة أنماط زراعية، من أهمها و أكثرها انتشارا: الزراعة المطرية و زراعة البستنة، و زراعة الواحات المتناثرة.
و يصل معدل انتاج الزراعة المطرية خلال السنوات الأخيرة إلى 18574 طن من الحبوب، و خاصة السرغم و الذرة و الفاصولياء و الفول السوداني و البطيخ.
و تمارس زراعة انحسار الفيضانات المتحكم فيها في مناطق ما وراء السدود و المياه الضحلة، و تقدر المساحات المزروعة من هذا الصنف في وقتنا الحاضر بحوالي 7382 هكتار.
السدود :
تتوفر الولاية على حوالي 70 سدا، منها 48 سدا يتم استغلالها في الوقت الراهن بمعدل انتاج سنوي يصل 1455 طن، و يأتي 2/3 من هذا الانتاج من المساحات المزروعة في مقاطعتي كيفه و باركويل.
الواحات: رغم حداثة زراعة الواحات نسبيا فوق أديم أرض لعصابه إلا أنها تمثل نشاطا هاما يصل انتاجه إلى 3630 طن سنويا ،مما يجعل الولاية في المرتبة الثالثة بعد آدرار و تكانت.
وتحوي أرض لعصابه 61 واحة نخيل كبيرة تصل مساحاتها مجتمعة إلى حوالي 1073 هكتار، لكن زراعة الواحات تواجه تحديات ترتبط بشكل رئيسي بضعف قدرات التنظيم ، و غياب البنى التحتية اللازمة للتخزين لدى التجمعات العاملة في هذا المجال.
و توجد زراعة البساتين في شكل مزارع أسرية صغيرة أو تعاونيات تتركز حول نقاط المياه، و تركز على انتاج محاصيل موجهة للاستهلاك المحلي الضيق على مستوى الأسر و القرى، و من محاصيل هذا الصنف: الجزر و الطماطم، و البصل، الذرة البيضاء ، الملفوفـ، إضافة إلى الحناء و الباذنجان، و اللفت ، و السلق .... و وحدها الحناء التي يزيد انتاجها على الحاجة المحلية يتم تسويقها في أسواق كيفه أو أنواكشوط.
و في مجال الأمن الغذائي الذاتي تبرز الوضعية العامة حالة من العجز المزمن في مجال الحبوب، حيث تقدر الحاجات الغذائية من الحبوب بحوالي 22 ألف طن خلال الحملة (2010-2011)، هذا فضلا عن الحاجات من المواد الاستهلاكية الأساسية كالزيوت و الخضروات، و السكر مما يدفع المندوبية الجهوية لمفوضية الأمن اللغذائي (CSA)، و بضفة منتظمة إلى توزيع مساعدات غذائية و خصوصا خلال سنوات الجفاف.
و عموما يعاني قطاع الزراعة من مشاكل جمة ، من أإبرزها:
* العجز في وسائل الحماية ضد الحيوانات السائبة
* المشاكل الناجمة عن غياب صيانة السدود، و الحواجز الرملية و عدم تهيأتها.
*الغياب التام للكادر البشري المتخصص في مجال التأطير و الإرشاد.
*ضعف الوسائل البشربة و المادية، و غياب التحسيس و الاتصال.
* أثر النزوح من الأرياف نحو المدن على القوى النشطة في الريف (هجرة العمال)،
* عدم استخدام تقنيات الري و التسميد، و المبيدات للقضاء على الطفيليات الضارة و الآفات الزراعية.
* ضعف القدرات التنظيمية لدى التعاونيات و التجمعات القروية الواحاتية.
يتواصل
عال ولد يعقوب