للوديعة حق في ذمة الإخوان..
لا يخفي علي المراقبين للمشهد السياسي و المتخصصين في مجال الإعلام والاتصال، الحملات التشهيرية السياسية والإعلامية التي أطلقت في الأسابيع الأخيرة ضد مؤسسة الدولة من خلال الحط من رموز الجمهورية . أحيانا تهاجم مؤسسة رئيس الجمهورية ، إما مباشرة أو عن طريق أفراد أسرته أو حاشيته وأحيانا توجه هذه الحملات بغية النيل من بعض الشخصيات التي تخدم الدولة.
وحملات التشويه هذه إضافة الى الصحافة المكتوبة والمرئية، تؤازرها وبدون رقيب حملات إلكترونية لا تقل قوة تنشط عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من جهات في الداخل و الخارج، غايتها الوحيدة وهمها الأكبر النيل من وطن آمن مستقر هو الجمهورية الإسلامية الموريتانية. آخر هذه الحملات تلك التى أطلقها صحفي تواصل أحمدو ولد الوديعة في إرهاب فكري صارخ ، تمثل في اتهامه لهيئة الرحمة الخيرية التي يترأسها المرحوم أحمدو ولد عبد العزيز، نجل الرئيس الموريتاني ، بأنها لسيت سوى"غطاء لغسيل الأموال" دون تقديم أي برهان أو دليل على ذلك.
وفي هذا الإطار فإننا لسنا متفاجئين من نشر الإعلام بشقيه المرئي و المسموع المحسوب علي التيار الإخواني التواصلي هذا النوع من الأراجيف، ولكن الأمر المفاجئ هو أن ترضى بعض الوسائل الإعلامية المهنية بالوقوع في فخ الحملة الإعلامية المسيسة و المروج لها عبر خيوط الشبكة الإخوانية .
إن المسؤولين عن هذه الحملات المغرضة التي تفتقد أدنى مقومات المصداقية ، ليست وليدة الصدفة و إنما هي نتاج مخطط يستهدف أمن و استقرار البلد من طرف خلايا التنظيم الأخطبوطي الإخوانى على المستوى الوطنى و الدولى.
كما أن هذه الجهات كرست كتائبها الإعلامية الظلامية من أمثال ولد الوديعة للقيام بحملات استهداف مدعم بشتى أنواع الأكاذيب الدالة على إفلاس مشاريعه الهادفة إلي ضرب الوطن في الصميم .
إن هذه الجهات التي تعمل ليل نهار انسياقا وراء أجندات خفية تدرك جيدا مدى هشاشة و ضعف منظومتنا الإعلامية، الشيء الذي مكنها من تسخير أقلام في الحقل الإعلامي تغذى بها الحملات الدنيئة لتشويه خصومها عبر الخرجات الإعلامية المغرضة التي تفتقد أدنى مقومات المصداقية .
كما أن هذه الجهات كرست حملاتها الإعلامية الظلامية لاستهداف الإرادة القوية للشعب الموريتاني في خياراته الديمقراطية وتشبثه بأمن واستقرار هذا البلد ، وذلك نتيجة الرفض الذي قوبل به مشروعها السياسي و الاجتماعي الذي تتبناه، و ليست الانتخابات الأخيرة إلا دليلا ساطعا على ذلك ، علاوة على الإخفاقات المتكررة التي صاحبت محاولة إسقاط إرهاصات الربيع العربي علي المستوى الوطني.
وبناء على ما سبق ، فعلى وسائل الإعلام من جهة المشي على درب الإعلام المهني النموذجي المتمسك بأخلاقيات و مسؤوليات المهنة الإعلامية، ومن جهة أخرى ، ومن باب الالتزام الثقافي و الواجب الوطني، فانه يقع على عاتق المثقف الصرف أن يكسر بحزم جدار الصمت بكتاباته وأفكاره و مواقفه الملتزمة اتجاه كل من تسول له نفسه أن الوطن والشعب مسرح لتسويق فكر التعصب والتطرف الخارج عن مألوف ثقافتنا وقيمنا المستقاة من ديننا الحنيف.
اجيه ولد سيدي هيبه/ المركز الموريتاني للإعلام والتنمية