اتهامات خطيرة لقادة في المعارضة، والنظام ب"العمالة" السياسية !
تعتبر السياسية من أكثر الميادين انتشارا للعمالة، والجاسوسية، والانتفاع بالمواقف، حتى إن الولاء في السياسة هو للمصلحة أولا، إذ يقولون إنه لا يوجد أصدقاء ثابتون، ولا أعداء ثابتون، وإنما توجد مصالح ثابتة، ومن يعيد النظر في التاريخ السياسي لأي بلد، أو حتى أي حزب يجد أمثلة كثيرة من الولاء السياسي المزيف، والعمالة، والجاسوسية، ينتهي مصير بعضها بإعدامهم على المشانق، وينجح آخرون في تمرير أجنداتهم، والتخفي إلى الأبد.
ومع أن موريتانيا ليست بدعا من البلدان، ولا استثناء من قانون السياسة، إلا أن طبيعة المجتمع الموريتاني المنفتح يجعل من السهل اكتشاف الولاء السياسي الحقيقي، والمخفي، والمفارقة أن "العمالة السياسية" هذه تنتشر في صفوف النظام، والمعارضة على حد السواء، وإذا كانت الاعتبارات الاجتماعية، أو المجتمعية بالأحرى تجعل من الصعب الحديث بالأسماء، والصفات، إلا أن حادث السير الذي تعرض له السيناتور المعارض محمد ولد غده، وما ضبط من وثائق، ورسائل في هواتفه، وكذلك الإقالات المفاجئة لأركان بارزين في نظام ولد عبد العزيز الأسبوع الماضي حملت مؤشرات قوية على أن شيئا ما قد انكشف كان البعض – في الجانبين- يريد له أن يظل طي الكتمان، وقد يسعفنا قابل الأيام بما هو أوضح..