ولد الامام الشافعي ليس هو ولد غده.. يلزم الحذر !!
بينما انشغل الكثيرون في التدقيق في مضمون التسجيلات المسربة للمعارض المصطفى ولد الامام الشافعي، محاولين الوقوف على خيط قد يكشف مؤامرات الرجل ضد النظام في بلده، أو بالأحرى ضد بلده، غابت عن الجميع ملاحظة هامشية، لكنها في العمق، قد تبين جانبا من شخصية الرجل المخضرم، فمن يستمع لتسجيلات ولد الامام الشافعي، ويستمع لتسجيلات محمد ولد غده يلاحظ الفرق الكبير، والبون الشاسع بين الرجلين، فولد غده كان يتحدث بكل سطحية، ويسرد بالتفاصيل المملة خططه، ومهمته، ولم يكن يطرح أبدا احتمال أن تقع هذه المكالمات يوما في يد الخصوم، بعكس ولد الامام الشافعي، فقد كان يتحدث بحذر، ومن يمعن التفكير، والملاحظة لمكالمته مع الصحفي الخليل ولد اجدود يلاحظ أن ولد الامام الشافعي كان – في الغالب- يلعب دور المستمع المتلقي، ويترك ولد اجدود يتحدث، كما أن ولد الامام الشافعي لم يقتنع بالرواية التي قدمها له ولد اجدود عن حتمية نهاية نظام ولد عبد العزيز، رغم اجتهاد ولد اجدود في إقناعه بها، بل إن ولد الامام الشافعي شكك في الرواية، وطلب الحذر حتى تتضح الأمور.
من الواضح إذا أن ولد الامام الشافعي اكتسب من خبرته في التفاوض مع الجماعات الإرهابية، التي تختطف الرهائن، وكذلك خبرته في التعامل مع مافيا السلاح، والحروب في القارة الإفريقية، استفاد الكثير من هذه التجربة، فبات الرجل يطبق عقلية العصابات الإجرامية، التي تقول بعدم الثقة في أحد- أي أحد-وبعكس تسريبات ولد غده، التي كشفت تفاصيل مخططاته، وأجهضتها بالكامل، وشكلت دليل إثبات ضده، وإحراجا له، ولزملائه في المعارضة، فإن تسجيلات ولد الامام الشافعي لم تتضمن مفاجآت تذكر، ولم يرد فيها إلا ما هو معلوم لدى الجميع، من عدائه لنظام ولد عبد العزيز، وسعيه للإطاحة به، ومن علاقاته القوية مع بعض القادة الأفارقة، لذلك ينبغي الحذر فولد الامام الشافعي ليس هو ولد غده، الرجل "ماكر"، بل إن البعض يمضي للقول إن تسريب تسجيلات ولد الامام الشافعي في هذه المرحلة يشكل خدمة جليلة له، لكونه سيراجع حساباته، وتحالفاته، وتدابيره، بناء على ما ورد في هذه التسريبات، وبذلك يكون النظام في موريتانيا قد قدم له خدمة جليلة.