هذه المشكلة قد تعصف بجهود موريتانيا لتنظيم قمة إفريقية ناحجة !
تستعد موريتانيا لاستضافة القمة الإفريقية بعد نحو ثلاثة أشهر، حيث ستستقبل انواكشوط رؤساء، وملوك، وقادة نحو 60 دولة، بالإضافة إلى وفود من أوربا، والأمم المتحدة، وإذا كانت موريتانيا تسابق الزمن لاستكمال تحضيرات هذا الحدث الوطني الأول من نوعه منذ استقلال البلد، وخصصت لذلك ميزانية ضخمة بعشرات المليارات، وشيدت قصرا للمؤتمرات شمال انواكشوط بمبلغ 14 مليار أوقية، إلا أنه لا تزال هناك عقبة ابروتوكولية قد تحرج موريتانيا، وتعصف بجهودها لتنظيم قمة إفريقية ناجحة شكلا، ومضمونا.
وتتمثل هذه العقبة البروتوكولية في قضية مصافحة النساء الموريتانيات للرؤساء، والملوك، ورؤساء الوفود الأفارقة، ويرى المراقبون، وخبراء البروتوكول أن المشكلة لا تكمن في عدم مصافحة الموريتانيات للضيوف الأجانب، فجميع الدول تحترم للدول الأخرى تقاليدها، وعاداتها في الاستقبال، والمعتقدات الدينية، لكن الإشكال سيقع عندما تقوم بعض الموريتانيات في المطار بمصافحة بعض الرؤساء، بينما ترفض موريتانيات أخريات مصافحة رؤساء آخرين، وهو ما سيتم تفسيره على أنه "موقف" ضد بعض الضيوف، غير المرغوب في مصافحتهم، فلو كان عدم المصافحة فرضا دينيا، أو تقليدا متبعا لالتزمت به جميع الموريتانيات.
وتبدو موريتانيا مطالبة أكثر من أي وقت مضى بحسم موضوع مصافحة النساء للضيوف الأجانب، فإما أن يصدر تعميم رسمي يمنع أي وزيرة من مصافحة أي أجنبي في المطار، ويتم إبلاغ جميع ضيوف موريتانيا - عبر وزارة الخارجية- بهذا الإجراء البروتوكولي الخاص، وفي هذه الحالة ينتهي الإشكال، ولن نجد مشاهد محرجة تتكرر مثل التي نشاهدها اليوم، من رؤساء، وضيوف أجانب يمدون أياديهم للوزيرات الموريتانيات دون جدوى، وبعضهم يصافح.
وإما أن يتم إبعاد الوزيرات من استقبال الضيوف في المطار، واقتصاره على الوزراء من الرجال، أو استصدار فتوى رسمية من المجلس الأعلى للفتوى والمظالم تحسم الجدل، وتبيح مصافحة النساء المسلمات للرجال الأجانب، وما ليس مقبولا هو استمرار الوضع على ما هو عليه من فوضوية، أحرجت موريتانيا كثيرا، وأحرجت ضيوفها الأجانب، وأعطت صورة سلبية عن البلد.