لماذا يهاجم مدنيو ولد عبد العزيز قادة الجيش والأمن، وما موقف الرئيس ؟!
تعيش الأغلبية الداعمة لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز منذ فترة على وقع صراعات، بلغت حد التناحر سياسيا، وإذا كان التنافس السياسي بين الفاعلين السياسيين يملي درجة معينة من السجال، إلا أن الأخطر في ذلك هو تحول الصراع من معسكر المدنيين فيما بينهم، إلى هجمة شرسة يشنها بعض الوزراء، وجهات نافذة في الحكومة ضد قادة الجيش، والأجهزة الأمنية، وهي هجمة لم يعد السؤال المطروح هل هي موجودة أم لا، بل بات السؤال المحير من يغذيها، وما أهدافه من ورائهان وما مآلاتها ؟؟؟!!.
خلال الأسابيع الأخيرة اكتشف الجميع أن وزراء على رأسهم الوزير المتنفذ، وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد اجاي، وفي تناغم مع الوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين - رغم الخلاف العميق بين الرجلين-،إلا أنهما يتفقان في الموقف من الحضور البارز لبعض الجنرالات في المشهد السياسي، خاصة في لبراكنه، والحوض الغربي، فأوساط ولد اجاي، وولد حدمين لا تنفك تبث دعايات مفادها أن الجنرالات يجب أن يبتعدوا عن السياسة، وأنهم سبب خراب المشهد السياسي، وأنهم "كهول على وشك التقاعد".. إلى غير ذلك من أدبيات هذا الخطاب الجديد على المشهد العام في موريتانيا، وينذر برسم صورة نمطية سلبية عن قادة الجيش، والأمن، وكأن من يرسمون تلك الصورة يمهدون لما هو قادم.
قائد أركان الجيوش الفريق محمد ولد الشيح محمد احمد، والمدير العام للأمن الوطني الفريق محمد ولد مكت، والفريق مسقارو ولد سيدي قائد أركان الحرس الوطني هؤلاء هم أكثر القادة العسكريين تعرضا لسهام الجناح المدني في النظام، أو بعضه على الأصح، مصادر مقربة من رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز كشفت عن انزعاجه من الهجوم على رفاقه من القادة العسكريين، ولا يرى له مبررا، بل ويتوجس ولد عبد العزيز خيفة من أن يكون الهجوم على الجنرالات مقدمة لسيناريو مشابه لسيناريو الإطاحة بالرئيس الأسبق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله مع لعب بعض الوزراء، والوزير الأول دور الكتيبة البرلمانية التي مهدت الطريق للإطاحة بالرئيس ولد الشيخ عبد الله بتحطيمها لصورة رئيس الجمهورية في أذهان الجميع، وهو ما يحاول بعض المدنيين اليوم القيام به مع الجنرالات، وإلا فكيف نفسر أو نفهم الهجمة ضد القادة العسكريين والأمنيين في هذا التوقيت بالذات ؟!.