كامرا(الوسط) ترصد مع مسيرة ازويرات لحظات فرح لم يكتمل (تقرير مصور)
مسيرة عمال ازويرات، قطعت نحو 750 كلمترا سيرا على الأقدام، وتضم المسيرة 206 من الرجال، معظمهم من كبار السن، كلهم تركوا أهلهم في مدينة المناجم، وحملوا همومهم، ومظالمهم إلى مدينة الفعل السياسي، ومركزصنع القرار، ووجهتهم القصر الرمادي، وهدفهم إيصال ما يقولون إنها مظالمهم إلى ساكن القصر، وقائد البلاد.
بيد أن مسافة 700 كلمترا كانت أقصر، وأسهل من مسافة 25 كلمترا، حيث منعت السلطات الأمنية المسيرة من الاقتراب من العاصمة قبل الحصول على إذن من والي انواكشوط، واستمر الرجال مرابطين على مشارف العاصمة، إلى أن جاءهم قائد وحدة الدرك وأبلغهم بخبر بث الفرحة، والسرور في نفوسهم، ووجدت المياه طريقها إلى أمعاء السالك المضرب عن الطعام منذ أيام، الخبر يقول لقد سمحت لكم السلطات بدخول العاصمة.
لكن الفرحة لم تدم سوى نحو ربع ساعة، فبينما كان الجميع يلملمون أغراضهم، استعدادا لدخول العاصمة جاءت سيارة من الشرطة، وأبلغت المسيرة الخبر الذي أعاد الحزن إلى النفوس، الشرطة تقول: نعم تدخلون العاصمة، ولكن لن يسمح لكم مطلقا بالوصول للقصر الرئاسي! ولن يسمح لكم بالتجمهر في أي مكان آخر في العاصمة.
جاء رد العمال سريعا وبدون تردد: لن ندخل العاصمة ما لم يسمح لنا بالوصول للرئاسة، وسنبقى مرابطين هنا حتى يسمح لنا بذلك، أو يقضي الله أمرا كان مفعولا،وفي انتظار فرج، أو انفراج يبقى المشاركون في هذه المسيرة أمام خيارات محددة، فإما أن يبقوا في مكانهم، وإما أن يدخلوا العاصمة وتفرقهم السلطات بالقوة، وإما أن يأتي الحل لمشكلتهم، فيعودوا إلى ازويرات.