هل سيرضى المنقبون عن الذهب من الغنيمة بالإياب ؟
ليس التنقيب ظاهرة طارئة على سكان هذا البرزخ الذي عرف جزء منه احتضان أشهر سلطانات الذهب عبر التاريخ، فعبره كانت تمر قوافل الجمال تحمل أثقالها من الذهب الخالص المستخرج من مناجم هذا الأرض، و إذا كان إخواننا في غانا و مالي قد استنزفوا خيرات باطن أرضهم خلال العصور الوسطى، فأجدادنا لم يعرفوا إلى ذلك سبيلا بسبب انشغالهم بالتنقيب عن الماء، و المرعى في ربوع هذه الصحراء القاحلة
التي منها مر السلطان " منسا موسى" حسب بعض المؤرخين في " موكب مهيب من عشرة آلاف رجل، يحمل خمسين ألف أوقية من الذهب في طريقه نحو الحج، و وزع أغلبها في مصر و الحجاز على صورة هدايا أو صدقات".
آلاف الشباب و الشيوخ الذين اندفعوا خلال الأسابيع الماضية ينقبون عن الذهب في سهول تازيازت و " ركوكها" منهم من باع أغلى ما يملك في هذا الدنيا ليقتني جهازا كاشفا حاملا معه زادا خفيفا، و خيمة أو مظلة تقيه لفحة الشمس الحارقة في مغامرة جريئة على طريق الثراء السريع، قبل أن تضع الدولة أمامه القيود، و العراقيل و هي التي منحت فرصة سماح ضريبي لشركات التعدين التي تنهل من منجم تازيازت و رضيت باليسير من الرسوم الجزائية، و الإتاوات بنسبة لا تتجاوز 3% من انتاج سنوي يفوق 340 ألف أونصة من الذهب سنويا ،و لكن هل سيرضى هؤلاء المغامرون و المنقبون من هذه الغنيمة بالإياب ؟
عالي ولد يعقوب