عودة الرئيس الأسبق ولد الشيخ عبد الله لممارسة السياسة..الأسباب، والتداعيات (تحليل)
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ الإثنين, 27 آذار/مارس 2017 06:56
منذ أن غادر السلطة – طوعا، أو كرها- لاذ الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله بالصمت، ولم يدل بأي تصريح يتعلق بالشأن السياسي، وظل الرجل يرفض مجرد الإجابة عن أي سؤال ذي طابع سياسي، ويؤكد لزواره من الداخل، والخارج أنه اعتزل السياسة، وتفرغ للعبادة، لكن بيان الرئيس ولد الشيخ عبد الله الأخير يؤكد أنه عاد لممارسة السياسة "مـُقاوما" هذه المرة، بعد أن أكد أنه سيقاوم التعديلات الدستورية بقوة، وربما يستطيع إفشال "الانقلاب الدستوري" –كما سماه- بعد فشله في إفشال الانقلاب الذي أزاحه عن سدة الحكم، وأخرجه من القصر الرئاسي، وهو لم يبلغ سن الفطام فيه بعد.
إن من حق الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله أن يدلي برأيه في الشأن السياسي للبد، ليس باعتباره رئيسا سابقا فحسب، بل لكونه مواطنا موريتانيا يتمتع بكافة حقوقه، لكن من حق المراقبين أن يتوقفوا متسائلين عن دوافع عودة الرجل لممارسة السياسة من جديد، وما الذي استجد حتى يعود من مـُعتكفه، بعد أن نذر للرحمن صوما عن السياسة، وشجونها..؟؟ هل نسق الرئيس ولد الشيخ عبد الله مع أطراف معارضة للنظام، في الداخل، أو الخارج، والسؤال الأبرز.. ما طبيعة "المقاوة" التي قال ولد الشيخ عبد الله إنه سيقوم بها لإفشال الانقلاب الدستوري..؟؟ وأي تداعيات ستتركها عودة الرئيس الأسبق إلى حلبة السياسة على المتصارعين فيها، أغلبية، ومعارضة ؟؟؟.
أسئلة عديدة تثيرها العودة الفاجئة للرئيس ولد الشيخ عبد الله للمشهد العام، بعد أن ظن الجميع أنه أحرق مراكب العودة، ولئن كان الرجل برر هذه العودة بالمخاطر التي تتهدد البلد، إلا أن تلك المبررات نفسها كان يرددها عندما أُطيح به في انقلاب أبيض صبيحة يوم مشهود، فأي مخاطر تحدق بموريتانيا اليوم، وأي قدرة لولد الشيخ عبد الله على درئها..؟.